لمّا كانت مسيرة المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله حافلة بالانجازات وأوجه العطاء، وفي ظلّ قصور الأخبار والتقارير والمقالات عن توثيق كلّ تلك المنجزات وذلك العطاء، جاء كتاب "طلال أبوغزاله.. عامل المعرفة العالمي في خدمة المنظمات الدولية" في محاولة لاستعراض جزء من مساهمات الدكتور أبوغزاله في خدمة العالم من خلال بعض المواقع الدولية القيادية ومنها المواقع التي شغلها في المنظمات الأممية المختلفة.

وحرصت مؤلفة الكتاب، آمال الضامن، على استعراض وتوثيق المهام والمسؤوليات التي اضطلع بها الدكتور أبوغزاله على مدار أكثر من نصف قرن قضاها في خدمة الانسانية من خلال تلك المنظمات الأممية والدولية، فيما راعت الكاتبة تغطية بعض الجوانب التي لم تتطرق لها الكتب التي صدرت سابقا ومنها كتاب "الرائد العالمي في مجال الأعمال لخدمة الانسانية" للسيد ساربولاند خان، وغيره من الكتب التي نُشرت حول الدكتور أبوغزاله.

واستعرض الكتاب جهود الدكتور طلال أبوغزاله في تنمية العلاقات الدولية من خلال المواقع التي شغلها في منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي والمنظمة العالمية للمواصفات والمقاييس ومنظمة السياحة العالمية، بالإضافة إلى جهوده في تأسيس المنظمة الأوروبية المتوسطية الإفريقية، ورئاسته عشر سنوات قمة البسفور التي انتُخب ليكون رئيسا فخريا لمجلس أمنائها عام 2009، ومشاركته في لجنة بريتون وودز العالمية وهي اللجنة العريقة والتي ترأسها فخريا رئيسا الولايات المتحدة السابقين جورج بوش وجيمي كارتر، ومشاركته في مجموعة ايفيان - سويسرا، ومشاركته في مؤسسة توجهات اوروبا التي انتخب رئيسا لمجلس أمنائها للفترة (2005- 2007)، واختياره كعضو في مجلس محافظي مركز كيك للدراسات الاستراتيجية الدولية - الولايات المتحدة الأمريكية، واختياره عضوا في المجلس الاستشاري لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في الولايات المتحدة.

وفي الفصل الثاني من الكتاب، تستعرض الكاتبة جهود الدكتور أبوغزاله في  تطوير مهنة المحاسبة، سيّما وأنه يعتبر "عرّاب المحاسبة"، وذلك في ظلّ ما قدّمه للمهنة من جهود استثنائية ساهمت بتقدّمها وتطوّرها. وقد أسس الدكتور أبوغزاله "المجمع الدولي العربي للمحاسبين القانونيين"، واختير عضوا في مجلس إدارة الاتحاد الدولي للمحاسبين، وعضوا في اللجنة الدولية لمهنة التدقيق، بالإضافة إلى دوره في مساعدة مؤسسة المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية "IFRS"، وجهوده لدى عضويته في مجلس إدارة لجنة معايير المحاسبة الدولية، كما ترأس مجموعة الخبراء العاملة الحكومية لمعايير المحاسبة والإبلاغ الدولية لدى الأمم المتحدة، وعضويته في مجلس إدارة لجنة ممارسات التدقيق الدولية "IAPC"، والتعاون مع شركة وايلي للأبحاث العالمية.

ويستعرض الفصل الثالث من الكتاب دور الدكتور طلال أبوغزاله في حماية الملكية الفكرية التي تنبّه إلى أهميتها في مراحل تطوّرها الأولى في المنطقة العربية، الأمر الذي دعاه إلى تأسيس شركة طلال أبوغزاله للملكية الفكرية "أجيب"، والتي أصبحت في وقت قصير الشركة الأكبر في الدنيا في هذا المجال، الأمر الذي دفع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO" لانتخابه عضوا لمكتبها الاستشاري، كما انتخبته الجمعية الدولية للعلامات التجارية على مدار سنوات للعديد من الرئاسات واللجان التي تنضوي تحتها، كما دفع هيئة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة "ICANN" لاختيار شركة "أجيب" عضوا في السجلّ الأوروبي لأسماء النطاقات، كما اختارت جمعية أصحاب العلامات التجارية الأوروبيين "MARQUES" الدكتور طلال أبوغزاله ليكون مستشارا لرئيسها التنفيذي، فيما أسس الدكتور أبوغزاله المجمع العربي للملكية الفكرية "ASIP" والذي شارك في إرساء مبادئ الملكية الفكرية، كما أسس جمعية خبراء الترخيص – الدول العربية التي ساعدت أعضاء الجمعية على الحصول على شهادات مهنية.

وتناول الفصل الرابع من الكتاب جهود ورؤى الدكتور طلال أبوغزاله في مجال تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، وهو المعروف بكونه أحد المراجع العالمية في هذا المجال ومجال التحوّل الرقمي.

وخصصت الكاتبة الفصل الخامس من الكتاب لاستعراض بعض جهود الدكتور أبوغزاله في خدمة "التعليم" ومحاولات تعميم شعار "التعلّم الجيّد للجميع" وذلك انطلاقا من ايمانه بضرورة إحداث ثورة في هذا المجال من أجل فتح المجال أمام الطلبة للابتكار والابداع.

واستعرض الفصل السادس من الكتاب دور الدكتور أبوغزاله في تنمية وتعزيز العلاقات العربية الصينية، فقد كان المفكّر العربي مدركا لأهمية الصين ودورها وأثرها على مستوى العالم، ومصلحة الدول العربية في علاقة صحيّة مع الصين.

ويستعرض الفصل السابع من الكتاب دور الدكتور أبوغزاله في خدمة وتنمية المجتمعات المدنية والمحلية، وذلك لايمانه بحقّ المجتمع عليه، لا كرما ولا حسنة ولا منّة منه، بل واجبا عليه.

كما استعرض الكتاب بعض المقالات التي نُشرت عن جزء من مبادرات الدكتور أبوغزاله الكثيرة والكبيرة، بالإضافة إلى السيرة الذاتية للمفكّر العربي وعامل المعرفة العالمي.

أحمد توفيق