06-تشرين الثاني-2024

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي

تتبوأ اليونسكو، انطلاقاً من الولاية الفريدة المناطة بها، مكانة الصدارة في الجهود الدولية الرامية إلى ضمان تطور العلوم والتكنولوجيا خلال العقود القادمة وفقاً لضوابط أخلاقية متينة. 
وانطلاقاً من هذه الرؤية، وضعت اليونسكو جملة من المعايير العالمية، سواء في مجال البحوث الجينية أو تغير المناخ أو البحوث العلمية، لتحقيق الاستفادة القصوى من الاكتشافات العلمية والتقليل من مخاطر تقويضها، وكذلك ضمان تسخيرها لبناء عالم أكثر شمولاً واستدامةً وسلاماً. وحدّدت اليونسكو أيضاً التحديات الجديدة في عدة مجالات، من بينها أخلاقيات التكنولوجيا العصبية والهندسة المناخية وإنترنت الأشياء.

أدّت النهضة المطردة في الذكاء الاصطناعي إلى إيجاد العديد من الفرص على الصعيد العالمي، بدءاً من تيسير التشخيص لأغراض الرعاية الصحية وانتهاء بتمكين البشر من التواصل فيما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تعزيز كفاءة الأيدي العاملة من خلال المهام المؤتمتة. 
تُثير هذه التغيرات المطردة بطبيعة الحال مخاوف أخلاقية بالغة تنبع من الإمكانيات الكامنة في نظم الذكاء الاصطناعي لغرس أوجه التحيز واستفحال تدهور المناخ وتهديد حقوق الإنسان، وغيرها الكثير. وبدأت المخاطر الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بالتفاقم بالفعل مع أوجه عدم المساواة القائمة، وهو ما يُلحق مزيداً من الأذى بالفئات المهمشة بالفعل. 

ما من مجال آخر أحوج إلى وجود نبراس أخلاقي أكثر من الذكاء الاصطناعي. تُعيد هذه التكنولوجيات ذات الأغراض العامة تشكيل الطريقة التي نعمل ونتفاعل ونعيش بها. وإن العالم ماض نحو التغير بوتيرة لم نشهدها منذ انتشار استخدام المطبعة منذ ستة قرون مضت. تعود تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بفوائد كبيرة في العديد من المجالات. لكن يُخشى في ظل غياب الضوابط الأخلاقية أن تؤدي إلى ظهور مظاهر التحيز والتمييز على أرض الواقع وتأجيج الانقسامات وتهديد حقوق الإنسان وحرياته الأساسية.