02-حزيران-2019

التّعليم عام 2030 وما بعده في الدّول المعرفيّة

التّعليم عام 2030 وما بعده في الدّول المعرفيّة

سيختلف التعليم مستقبلا عما هو عليه الآن..
فلن يكون هنالك صفوف تدريس مدرسية ولا جامعية، ولن يكون هنالك حرم جامعي أو مدرسي، والموجّه التقني سوف يحل بمحل المدرس الملقّن، وسيكون التعلّم لهدف الاختراع وليس للفحص في حفظ المعلومات، والطلبة سيعلّمون بعضهم البعض بدلاً من التعليم، وكما في الطب، الدواء حسب المريض سيكون التعلّم حسب الطالب، والذكاء التقني (AI) سيُدخل المعلومات إلى العقل بدلاً من حفظها، وقدرة العقل الاستيعابيّة ستنافس الكمبيوتر.

وسننتقل بالعلم إلى حيث انترنت الأشياء وسنتعلم من الأشياء ونعلّمها، ولن يكون هنالك أي كتب مطبوعة أو امتحانات للحصول على شهادات، ولن يكون هنالك وزارات تعليم ولا مؤسسات تعليم حكومية، والمعارف والعلوم ستكون مُتاحة رقميّا، والانتقال من الإنسان المتعلم إلى الإنسان الرقمي المبتكر، والانتقال من الدولة المدنية إلى دولة الابتكار حيث المواطنون عمال معرفة، والانتقال من التعليم المستمر إلى الابتكار المستمر.
أما ثورة المعرفة، فيمكن النظر إلى كتابي (عالم معرفي متوقد)، واعتماد طريقة كلية طلال أبوغزاله الجامعية للابتكار، في تخريج مخترعين (يتخرج الطالب بابتكار وليس بامتحان؛ لأننا سنعيش في عالمين، حقيقي وافتراضي.. والافتراضي سيصبح العالم الحقيقي، فانظر إلى فنلندا التي تقود ثورة التعليم المعرفي في العالم (وليس أمريكا او بريطانيا ولا الصين (، فالتعليم المعرفي لهدف المجتمع المعرفي.

يقول رئيس(Eaton) إن الطلبة سوف يعلمون أنفسهم وبعضهم البعض والأساتذة سيصبحون مساعدين تقنيين وليس مدرسين، ويقول رئيس هارفارد:(Laurance Summers)  ثورة المعرفة ستحدث إنهياراً في التعليم الحالي، ويقول رئيس ستانفورد :(John Henessy) إن التعليم سيواجه تسونامي الثورة الرقمية، وسيولد نظام SIRI يتيح لك بالصوت الحصول على المعلومات )وفاة المكتبات.، والروبوتس / الذكاء الاصطناعي /البيوانفورماتكس / النانو تكنولوجي/ الجينتكس – وغيرها هي علوم المستقبل.

وسوف تلغي فنلندا تعليم الكتابة كمتطلبات وتتحول إلى النصوصية والألواح الذكية، وتنتقل من تعليم المواد (الجغرافيا / فيزياء/الخ (إلى تعليم الظاهرة)Phenomena ).
ويكون التعليم بالتعلم والبحث.. ويكون التعليم للجميع من خلال مدارس متكاملة على الانترنت (Connections Academy)  وحول العالم.. وسيتوفر إنترنت للجميع وبسرعات فائقة، ويكون نصف التعلم بحثي والآخر Vocational صنائعي.. وهناك السويد التي هي في طريقها لتحويل جميع مؤسسات التعليم الحكومي إلى القطاع الخاص، وستحدث ثورة تغيير جذري في متطلبات المسار الأكاديمي في الجامعات، ويتم إدراج الشهادات المهنية ضمن متطلبات التخرج من الجامعات واحتساب ساعات أكاديمية لها.. وييتخرج الطالب من الجامعة جاهزًا لسوق العمل بشهادة أكاديمية وشهادات مهنية متخصصة في مجال دراسته، وسأقتبس من معالي السيد أحمد أبو الغيط الأكرم، أمين عام جامعة الدول العربية: "العالم العربي بين خيارين: إما الابتكار أو الاندثار".
وأخيرًا...
فستنقسم المجتمعات إلى معرفية، وأخرى غير معرفية، وسأعدد ما عندها:
طباشير وألواح.
حرم جامعي.
تعليم على مقاعد وطاولات.
التعليم للحفظ والاختبار على الحفظ.
تعليم لتخريج باحثين عن العمل.
وزارات تحكم المؤسسات التعليمية.
أساتذة غير مؤهلين.
مناهج تقليدية مكررة.
طلبة مهملين.
حواسيب متهالكة وبتقنيات بدائية.