21-تشرين الأول-2024

بعد 100 عام من الآن.. هكذا سيكون العالم تكنولوجياً

يميل البشر بشكل طبيعي إلى التفكير في المستقبل. أحيانا كثيرة نجد أنفسنا نتساءل عن المراحل التالية في حياتنا، وما قد يخبئه المستقبل من تكنولوجيا وابتكارات علمية.
وفيما يلي بعض المجالات التي يمكن من خلالها لتكنولوجيا اليوم أن تشكل العالم في القرن القادم، بحسب موقع"FUTURISM".

من المتوقع أن الحوسبة الكمية ستُغير نظرتنا للعالم ومكاننا فيه. وستعطينا القدرة على معالجة المزيد من البيانات عن أنفسنا، والكوكب الذي نعيش عليه، والكون أكثر من أي وقت مضى.

ولا يستطيع أحد أن يجزم بشكل تام ما سنفعله بتلك البيانات بعدئذ. وعلى الأرجح سنجد بعض الإجابات على الأسئلة القديمة حول الفيزياء والكون، ولكن من المحتمل أيضا أن تكون هناك إجابات لا نملك حتى القدرة على سبر أغوارها.
من المحتمل ألا نحتاج إلى الانتظار لمدة قرن لكي ندمج أدمغتنا تماماً مع أجهزتنا، لأن الأبحاث في روابط المخ والكمبيوتر أصبحت الآن خارج نطاق الخيال العلمي. وفي وقت مبكر ساعدت نماذجها الأولية المرضى على التعافي من السكتات الدماغية، وأعانت مبتوري الأطراف على تجربة اللمس مرة أخرى بمساعدة من أعضاء صناعية مدعمة بأجهزة استشعار. وإذا ما أصبح الأمر شائعاً، فإن المزج بين الإنسان والآلة يمكن أن يغير مسار التطور البشري بشكل لا رجعة فيه.

فالهدف الرئيسي للروابط بين المخ والكمبيوتر هو إحلال أو استعادة الوظائف النافعة للمرضى، الذين أعجزتهم الاضطرابات العصبية العضلية، مثلما يحدث في حالات التصلب الفردي التي تؤثر على الأعصاب الحركية العليا في المخ، وبالتالي تتسبب في تصلب العضلات، وحالات التصلب التي تؤثر على الأعصاب الحركية السفلية، ما يسبب ضعف العضلات.
سوف يحظى عالم عام 2118 ببنية تحتية محسنة ووسائل أفضل للتنقل. فمن المتوقع أن تصبح السيارات أكثر ذكاء وأقل ضرراً على البيئة. بحلول عام 2118، هناك فرصة جيدة أن تكون السيارات الكهربائية قادرة على القيادة الذاتية الفعلية. تسعى شركة Tesla أكثر من غيرها من الشركات إلى تحقيق ما يسمى "المستوى 5 في القيادة الذاتية" – وهو مرحلة يستطيع العالم أن يشهد سيارات ذاتية القيادة خلال عام من الآن.

وفي بعض أنحاء العالم، فإن المدن في حد ذاتها تزداد أكثر تعقيداً يومياً، ففي الصين، يوجد حالياً طريق سريع، يعمل بالطاقة الشمسية، يمكن أن يشحن في يوم ما سيارات كهربائية أثناء سيرها. ويمكن لمدن المستقبل أيضاً إصلاح نفسها- حيث يعكف المهندسون حاليا على تصميم الهياكل الخرسانية التي تبني نفسها، والحفر التي ترمم نفسها بشكل تلقائي ذاتيا.

في العقود القادمة، يُتوقع أن تغير التكنولوجيا منازلنا وأجهزتنا، وسياراتنا وبالتالي سوف تغير حياتنا بطرق مغايرة أساسية. ومن المؤكد أن الذكاء الصناعي سوف يقوم بتسيير ذاتي لبعض الوظائف، وخاصة تلك التي تعتمد على خطوط التجميع أو جمع البيانات. ولتعويض البطالة، التي قد يتعرض لها العمال من البشر نتيجة التسيير الذاتي، فقد تتبنى بعض الدول دخلا أساسيا عالميا UBI، وهو نظام يدفع بانتظام للمواطنين رواتب صغيرة دون شرط للعمل مقابل الراتب.
وبالفعل، فإن بعض الأماكن قد بدأت بالفعل تجارب صغيرة مع نظام UBI، وتوقع تقرير من معهد روزفلت في نوفمبر 2017 أن الولايات المتحدة يمكن أن تشهد زيادة قدرها 2.48 تريليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، في غضون 8 سنوات فقط إذا دخل نظام UBI حيز التنفيذ.

وفي بعض المجالات، مثل الطب، فإن الروبوتات، ربما لن تحل بشكل تام محل البشر. أما السيناريو الأكثر احتمالا، والذي يتوقعه بعض الخبراء أن الذكاء الصناعي سوف يستمر في زيادة خبرة العمل لدى البشر – بل وحتى سوف يعمل على زيادة قوتنا الجسدية.

وتم بالفعل اقتران تكنولوجيا الذكاء الصناعي مع الهياكل الخارجية القابلة للارتداء، مما يعطي عمال المصانع قدرة هائلة – قد تكون مثالية لأولئك الذين تتطلب طبيعة وظائفهم القدرة على رفع الأثقال، مما يمكن أن تزيد معه، في نفس الوقت ، مخاطر وقوع حوادث أو إصابات أثناء أداء العمل.
يتم استخدام الطابعات الثلاثية الأبعاد بالفعل في المختبرات حول العالم، وبشكل متزايد. وفي حين أن الطابعات ربما تكون مرتفعة السعر في البدايات، إلا إنه غالبا ما ينظر إليها على أنها استثمار طويل الأجل، لأنها يمكن في كثير من الأحيان طباعة قطع الغيار الخاصة بالطابعة نفسها.

كما أن الطابعات الثلاثية الأبعاد تصبح قادرة على طباعة كل شيء من الأجهزة القابلة للحياة إلى المباني، فإننا سوف نجد، على الأرجح، استخداما بالنسبة لهم في جوانب مختلفة من حياتنا، فضلا عن العديد من المجالات المختلفة للصناعة.
إن أمورا وإجراءات جديدة، سوف تعمل على تطور وارتقاء الطب، بمساعدة من التقدم التكنولوجي.
وباستخدام التوجه الدقيق في علم الطب (الذي يستخدم البيانات الجينية للمريض ونمط الحياة والبيئة المحيطة لوصف العلاج المناسب)، يعمل العلماء على تطوير علاجات للسرطان، التي سيتم تصميمها خصيصا لتناسب الجينات الفردية لكل مريض.

وخلال قرن اعتبارا من الآن، فإن الأمراض الرئيسية مثل السرطان، والاضطرابات المناعية والالتهابات، والظروف الوراثية "من المرجح جدا أن تكون قد اختفت إما عن طريق الوقاية أو العلاج الفعال".
كما أن التكنولوجيا التشخيصية ستشهد هي الأخرى تحسنا كبيرا.
إن تغير المناخ يقوم بالفعل بتحويل عالمنا، وذلك لأن الأحداث المناخية المتطرفة قد أصبحت أكثر تواترا، بل وقاتلة. إن مستويات سطح البحر في العالم تسير في طريقها المرسوم لترتفع من 60 سم إلى 90 سم بحلول عام 2100، وهذا الارتفاع في مستوى سطح البحر من الممكن أن يؤدي لتهجير الملايين حول العالم.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، كان هذا التقدم بطيئا. ولكن عندما صيغت اتفاقية المناخ في باريس في العام 2015، كان الهدف منها الحد من الاحترار العالمي إلى 1.5 درجة مئوية. وكشفت الأبحاث التي أجرتها جامعة كوليدج أوف لندن مؤخرا عن إمكانية حصولنا على فرصة بنسبة 66 % في بلوغ هدف الدرجة 1.5 مئوية في العام 2100، ولكننا سوف نكون بحاجة إلى الحد من تلوث الكربون إلى 240 مليار طن لسحبه.
ويحدو الخبراء الأمل في القدرة على التوقف عن عادة استخدام الكربون على مدى فترة أطول من الزمن بدلا من إجراء تخفيضات جذرية على الفور، وهذا ما يصعب تحقيقه، سواء بالمعنى التقني أو السياسي.
على الرغم من أننا حققنا تقدما هائلا منذ عام 1918، ما زلنا مفتونين إلى ما لا نهاية (ونعاني من رعب غامض) مما يحتمل أن يكون موجودا في الفضاء. وربما، على مدى القرن المقبل، لا يوجد ما يؤدي إلى التشويق والتحدي ويدفع البشرية إلى مزيد من التقدم سوى ما سيتم إحرازه في استكشاف الفضاء.
يخطط أصحاب أفكار المشروعات العملاقة، بداية من إيلون موسك ووصولا إلى دونالد ترمب، لإرسال البشر إلى المريخ وما بعده، ومن المحتمل في القرن المقبل أن يتم إقامة مستعمرات على الكوكب الأحمر.

إن 100 عام ليست وقتا طويلا للتحضير لمثل هذه الخطوة، على الرغم من أننا ما زلنا غير متأكدين حول ما سوف يكون عليه الوضع المعيشي للإنسان على سطح المريخ.
كما سيصبح السفر في الفضاء بأسعار معقولة أكثر (وربما يصبح وجهة سياحية)، وبالتالي سيمكن استغلال ما تم رصده من فوق سطح الأرض، لاجتياز الكون.