10-تشرين الأول-2024

“تاج تيك": التجربة العربية التي تعزز السيادة التقنية

كلّما مرّت أزمة على أمتنا وعايشت حدثا جسيما، يذهب أحدنا لاستحضار الظروف التي كان من الممكن أن تجنّبنا تلك الأزمة. ومن ذلك ما شهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية من جريمة اغتيال أمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله، والتي جاءت بعد جريمة الاحتلال تفجير أجهزة البيجر وأجهزة "ووكي-توكي" نتيجة اختراق أمني.

بحسب تقارير إعلامية، فإن الاختراق الأمني والذي مكّن العدوّ من التصنّت على شبكة اتصالات حزب الله وزرع مواد متفجّرة داخل أجهزة البيجر وأجهزة "ووكي-توكي"، جاء نتيجة بيع تلك الأجهزة للحزب من خلال شركة وهمية كانت في الحقيقة واجهة لشركة اسرائيلية تصنع الأجهزة تحت إشراف الموساد وبهدف واحد لا غير، وهو اختراق حزب الله باعتباره فصيلا مقاوما يشكّل خطرا على الكيان.

هذه الأزمة، دفعتنا لاستحضار تصريحات ونصائح ذهبية للمفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله، الذي لم يترك فرصة أو مناسبة إلا وأعاد التأكيد على أهميتها، ومن تلك النصائح ضرورة أن تحقق الدول والكيانات الاكتفاء الذاتي في العلم والتعلم، والاستثمار في المعرفة والصناعات التقنية.

الحقيقة أن الأحداث عادة ما تثبت بُعد نظر الدكتور أبوغزاله، فالأكيد أن العدوّ الصهيوني ما كان لينجح باختراقه حزب الله لو كنّا نعتمد على ذاتنا في المعرفة والصناعات التقنية، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى كون أبوغزاله لم يكتفِ بإطلاق التصريحات الإعلامية وتوجيه تلك النصائح، وهو الذي تفرّد بانشائه شركة لتصنيع الأجهزة الالكترونية وفقا لأحدث التقنيات، فكانت شركة طلال أبوغزاله للتقنية "تاج تيك"، والتي شكّلت بداية فجر جديد في مجال التقنية المتقدّمة.

شركة "تاج تيك" نجحت بانتاج العديد من أجهزة اللابتوب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية "تاجي توب، تاج تاب، تاج فون"، وجميعها أجهزة صُنّعت وأُنتجت وفق أحدث التقنيات وأعلى المواصفات وبأسعار منافسة.

الجميل في "تاج تيك" ليس أن الأجهزة مصنّعة وفق أحدث التقنيات وبأسعار منافسة، بل أنها صُنّعت بأيدٍ وعقولٍ عربية خالصة، وفي هذا تحقيق للاكتفاء الذاتي المطلوب..