لعل إحدى أكثر الحقائق في حديث المفكر العربي الدكتور
طلال أبو غزاله عن الصراع العالمي المستمر أن الأحداث التي نشهدها هي جزء من صدام
أوسع بين القوى الكبرى، حيث تقف الولايات المتحدة والصين في مقدمة هذا الصراع.
شدد أبو غزاله في لقاء موسع عبر شاشة "OTV" اللبنانية على أن
هذا الصراع على السلطة يشكل الأحداث في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في منطقتنا،
بتأكيده أن المواجهة ليست محلية"، بل انعكاس لمعركة أكبر، صراع عالمي على
الهيمنة، حيث تتموضع الصين في تحدٍ عميق لقيادة أمريكا العالمية.
وكالعادة أثار حديث أبو غزاله نقاشًا واسعًا، خصوصًا
فيما يتعلق بتداعيات استمرار المنافسة بين الولايات المتحدة والصين، لاسيما أنه
ومع استمرار التوترات وتصدر التكنولوجيا للمشهد في الحروب الحديثة، يراقب العالم
عن كثب التحولات الكبرى.
ورأى أبو غزاله إلى أن هذا التوتر من غير المرجح أن
يبرد قبل الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، إذ أن هذه الانتخابات ستلعب دورًا
محوريًا في تحديد مستقبل النظام الدولي وكيفية تعامل العالم مع هذه الأوقات الصعبة.
ويؤكد المفكر العربي أبو غزاله أن الحرب العالمية
الثالثة قد بدأت بالفعل، ولكن في قالب غير تقليدي حيث تدار من خلال التكنولوجيا
المتقدمة والبرمجة التفاعلية المسماة بالذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية، وأردف
لم نعد نتحدث عن الدبابات والقوات فالأمر الآن يتعلق بمن يستطيع السيطرة على
المعلومات والتكنولوجيا، وفي النهاية السيادة، دون دمار مادي.
وتابع أبو غزاله شارحًا أن نتائج هذه الصراعات لن
تُقاس بالتدمير أو الخسائر بالمعنى التقليدي، فكلمة السر حسب رأيه، يكمن في قدرة
القوى المتصارعة على تأكيد السيطرة، والحفاظ على الهيمنة، وتحقيق السيادة دون
التنازل عن نفوذها، مؤكدا أن الصراع هو بنفس القدر حول التفوق الاقتصادي
والتكنولوجي، كما هو حول القوة العسكرية.
وأشار أبو غزاله إلى أن النظام العالمي الحالي يواجه
أزمة عميقة، محذرا من أن المجتمع الدولي بحاجة إلى إعادة التفكير في الأنظمة التي
تحكم العلاقات الدولية، وأضاف: "نحن بحاجة إلى نظام عالمي جديد يعيد التوازن
بين القوى الكبرى ويضع معايير عادلة للحكم والتعاون الاقتصادي.
وحذر من أنه بدون هذا الإصلاح، يخاطر العالم بالغرق في
المزيد من الفوضى، دون حل واضح للتوترات المتصاعدة.
وتعكس دعوة أبو غزاله إلى إطار جديد القلق المتزايد من
أن النظام الدولي الحالي، الذي تهيمن عليه عدد قليل من الدول القوية، لم يعد
مستدامًا بشكله الحالي.
بقلم: احسان القاسم