01-نيسان-2022

تغير المناخ يحدث بشكل أسرع مما كنا نظن

أصدرت الأمم المتحدة مؤخرًا تقريرًا من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ. ألقى التقرير نظرة مفصلة على مخاطر تغير المناخ وخلص إلى أن الدول لا تقوم بما يكفي من إجراءات لحماية البيئة من تلك المخاطر. من الواضح أن ذوبان القمم الجليدية القطبية، وارتفاع مستوى سطح البحر، والظروف الجوية غير الطبيعية يمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم. وقد نفقد القدرة على معالجة تلك التداعيات إذا لم يتم اتخاذ إجراءات أكبر.
يحدث تغير المناخ بشكل أسرع مما يعتقد معظم الناس، ويبدو أن البلدان لا تفعل ما يكفي مع استمرار ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض. وتتعالى وتيرة آثار تغير المناخ بشكل كبير بحيث يمكن أن تطغى قريبًا على قدرتنا على التكيف، الأمر الذي سيكون مدمرًا لوجودنا على هذا الكوكب.
أتفق تمامًا مع بيان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي يقول إن التقرير يشكل "دليلًا دامغًا على فشل القيادة العالمية في مجال المناخ". ومن الواضح أن الكثيرين يتشدقون فقط بقضية تغير المناخ، ولا سيما شركات النفط والغاز التي أجادت في تحقيق التوازن في أرقام الكربون، ولكنها لا تقدم ما يكفي من الحلول الفعلية في الواقع. هذه قضية رئيسية حيث أن هناك حاجة متزايدة للطاقة في جميع أنحاء العالم. ولكن إنتاج المزيد من الطاقة مع تقليص كمية الكربون يمثل بالفعل تحديًا كبيرًا.
تتزايد موجات الحر، والحرائق وندرة المياه، والعواصف، والفيضانات، على نطاق غير مسبوق في جميع أنحاء العالم. وهي دليل على حقيقة أن تغير المناخ ليس مسألة بسيطة، ونحن نشهد آثارها الضارة في جميع أنحاء العالم والنتائج بالتأكيد سلبية أكثر مما كان متوقعًا. جزء من المشكلة هو أن الدول كانت بطيئة في التكيف لعدم توافر الأموال الكافية لمساعدتها على تأسيس البنى التحتية اللازمة لمكافحة هذه الآثار. فإذا استمر هذا، سنجد المزيد من الأشخاص مجبرين على الفرار من منازلهم. من الواضح أننا لا نستطيع أن ندع تغير المناخ يأخذ مجراه وأن نتمكن في نفس الوقت من التكيف معه، حيث تظهر المؤشرات المبكرة بالفعل أننا نفشل فشلاً ذريعًا في هذا.

يجب أن نضمن عدم زيادة الاحتباس الحراري بأكثر من 1.5 درجة، حيث يشير العلماء إلى أن تجاوز هذا المستوى سيكون كارثيًا. ومن أجل القيام بذلك، يجب أن نعمل معًا للتخلص تمامًا من الوقود الأحفوري بحلول عام 2050 والعمل مع شركات التكنولوجيا والطاقة لتطوير بدائل حقيقية، بالإضافة إلى مساعدة الدول الفقيرة على وجه الخصوص التي تكون أكثر تعرضًا لمخاطر مناخية أكثر من الدول الغربية.
قبل عقد من الزمان، كانت هناك تعهدات من الدول الغربية بتقديم 100 مليار دولار لتطوير مصادر أحدث وأنظف للطاقة والتكيف مع تغير المناخ. لسوء الحظ، لم يتم تقديم سوى جزء بسيط من هذه الأموال التي تم التعهد بها وهو أمر ضروري لدعم الدول الأقل ثراءً والتي هي في أمس الحاجة إلى المساعدة. هذه قضية تواجهنا جميعًا ويجب أن نعمل معًا لمكافحتها وإلا فإن جهودنا ستذهب سدى.
بالإضافة إلى خفض انبعاثات الكربون، يجب علينا العمل على اتخاذ إجراءات لحماية مجتمعاتنا واستخدام الاستراتيجيات المفصلة في تقرير الأمم المتحدة للتحضير بشكل أفضل. وبكن إذا تُرِك الأمر دون رقابة، فإن الأشخاص الذين لديهم أقل الموارد والذين هم الأقل مسؤولية عما يحدث سيحصلون على القدر الأكبر من التداعيات عندما تصبح الأراضي الزراعية غير صالحة للاستعمال، وتصبح البيوت غير صالحة للسكن، وتؤدي العواصف المطرية الغزيرة إلى تدمير المحاصيل، وتصعّب الظروف الجوية القاسية جميع نواحي الحياة.
لا يمكننا السماح باستمرار التنازل عن قضية المناخ ويجب أن نحاسب عمالقة الطاقة. إن بقائنا يعتمد على اتخاذ إجراءات حقيقية. وبصفتي رئيس اتحاد التحضر المستدام، أدعو قادة العالم ورؤساء الطاقة إلى العمل معًا للمساعدة في تجنب أزمة وشيكة من صنعنا.