12-حزيران-2024

نظرة على الرؤى الإستراتيجية للدكتور طلال أبوغزاله في ضوء التحولات السياسية في المنطقة

أحمد القدومي.

بحسب المفكّر العربي، الدكتور طلال أبوغزاله، فإن "المعركة في غزة حُسمت، والمقاومة انتصرت، والاحتلال فشل في تحقيق أيّ هدف من أهداف حرب الإبادة التي يشنّها على قطاع غزة، وهذا هو معنى المقترح الأمريكي الذي أعلنه رئيس الولايات المتحدة جو بايدن".
أبوغزاله في مقابلة عبر أثير حياة FM قدّم قراءة عميقة لعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من اكتوبر الماضي؛ سياقها، ومشروعيتها، ونتائجها.
يؤكد الدكتور أبوغزاله أن بيان الرئيس الأمريكي -الذي صوّت عليه مجلس الأمن الدولي كقرار الاثنين- جاء بهدف إنقاذ الكيان الصهيوني وإنزاله عن الشجرة، وذلك في ظلّ تخوّف الولايات المتحدة من صدور قرار محكمة العدل الدولية في 25 حزيران بخصوص قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا، سيّما وأن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تنكر أو تتهرّب من قرارات محكمة العدل الدولية كما فعلت مع المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي دفع أمريكا إلى "تفصيل قرار وقف اطلاق نار بشكل استباقي".
وأكد أبوغزاله أن العدوّ انهزم بكلّ المعايير في معركة طوفان الأقصى؛  اقتصادهم انهار، مجتمعهم تفكك، سمعتهم الدولية انهارت، وأخلاق جيشهم انكشفت على حقيقتها أمام كلّ شعوب العالم التي ثارت في الشرق والغرب.
وفي ردّه على الأصوات التي تنتقد عملية طوفان الأقصى بسبب الخسائر التي لحقت بقطاع غزة وارتفاع أعداد الشهداء، قال أبوغزاله: "صحيح أن غزة دُمّرت، لكن ألمانيا دُمّرت في السابق أيضا، واليوم هي من أكبر سبعة اقتصادات في العالم، وروسيا قدّمت (27) مليون شهيد لتصدّ الهجمة النازية، فهكذا تعيش الشعوب، وأنا لم أسمع بأي حرب تحرير تمّت دون تضحية، فالتحرير لا يكون بالورود والمفاوضات والشوكلاته. وما حصل في 7 اكتوبر هو جزء من معركة التحرير، وعمل مبارك وحقّ مشروع لمن هو تحت الاحتلال".
ويلفت أبوغزاله إلى أن الشعب الفلسطيني شعب مُنتج في كلّ شيء، شعب ولّاد للسكان والمفكّرين والعلماء والمقاومين أيضا.
أما بخصوص تدمير البنى التحتية والعقارات، فقال أبوغزاله: "إذا دمّروا العقار، فنحن سنبني العقار، والختيارة اللي "كاعدة على حجار بيتها، وبتكول بتركش هذا البيت" يؤكد أن هذا شعب جبّار لديه عزّة وكرامة، والكرامة والعزّة تنتصر على كلّ الظروف".
أبوغزاله أصرّ على أن العالم يشهد اليوم حربا عالمية حقيقية، وأن معركة طوفان الأقصى تمثّل المرحلة الثانية من هذه الحرب العالمية، فهي وإن كانت معركة بين المقاومة والاحتلال، لكنها في جوهرها صراع مع الهيمنة الأمريكية على المنطقة، ولذلك نشاهد كيف تشترك الولايات المتحدة في المعركة بكلّ قوّتها، تماما كما هي حرب اوكرانيا التي تعتبر المرحلة الأولى من هذه الحرب العالمية.
ويشدد أبوغزاله على أن "ما تفعله أمريكا في هذه المعركة ليس لحبّها الصهاينة أو اليهود، بل حبّا بمصالحها في المنطقة، بما فيها من نفوذ ونفط وغاز وثروات وموقع وسوق ورأس مال".

ورأى أبوغزاله أن المعركة الثالثة ضمن هذه الحرب العالمية ستكون في بحر الصين، وتحديدا تايوان، فالولايات المتحدة لن تسمح للصين بضمّ تايوان إليها، والصين لن تترك تايوان، والسبب أن تايوان تنتج العنصر الذي يحرّك العالم الحديث وأساس ثورة المعرفة، فتايوان تنتج (90%) من المعالجات الالكترونية التي تشغّل كلّ الأجهزة ومنها أجهزة الحاسوب.
وأكد أبوغزاله أن نهاية هذه الحرب العالمية ستكون بجلوس أربع دول على الطاولة، وهي (الصين ومعها روسيا، وأمريكا ومعها بريطانيا)، مشيرا إلى أن الشريك الحقيقي الوحيد لأمريكا هي بريطانيا وليس سواها.