لسنوات عديدة، ظلت الدعوة الواضحة لإصلاح النماذج
التعليمية التقليدية تتردد على لسان المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله،
ومطالباته المستمرة بدمج التكنولوجيا بسلاسة في المنهجيات التعليمية، والاعتراف
بتواجدها في كل مكان باعتبارها جانبًا جوهريًا من الحياة
وفي كتابه "المستقبل الرقمي الحتمي: عالم المدن
الذكية"، يرسم المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله مشهدا مستقبليا
بهيٌّا لتحقيق دعواته حيث خضعت التعقيدات
الهائلة للتكنولوجيا إلى تبسيط ملحوظ. ولا يبشر هذا التطور النموذجي ببزوغ فجر
حقبة جديدة فحسب، بل يدل أيضا على انخفاض هائل في الحواجز المالية والفنية التي
أعاقت التقدم في السابق.
ويوضح الدكتور طلال أبوغزاله أن التكنولوجيا لم تعد
مقتصرة على النخبة في التكنولوجيا، بل تجاوزت وضعها السابق كمجال مرهق ومعزول
لتظهر كخدمة واسعة الانتشار وسهلة الاستخدام، وينتقل بنا إلى جودة الحياة في المدن
الذكية من خلال الحلول الابتكارية في حقل التعليم.
ويقول المفكر العربي أمه وفي السعي لتعزيز المدن
الذكية، فإن إنشاء بنية تحتية قوية تشمل المؤسسات التعليمية المتصلة، ومرافق
التعلم مدى الحياة، ومنصات التعلم الإلكتروني التكيفية، يبرز باعتباره حجر الزاوية
الذي لا غنى عنه، لاسيما أن هذه الركائز لا تعمل كمحفزات للتقدم الفردي فحسب، بل
تضع أيضًا الأساس للتنمية الحضرية المستدامة.
ويوضح أنه ومن خلال ربط التعليم بنسيج مبادرات المدن الذكية،
تستطيع البلديات تنمية مجتمع ماهر في تسخير الإمكانات التحويلية للتكنولوجيا، كما
ومن خلال المراكز التعليمية المترابطة، يمكن للطلاب الوصول بسلاسة إلى الموارد
والتعاون في المشاريع بغض النظر عن القيود الجغرافية، مما يعزز ثقافة الابتكار
وتبادل المعرفة.
علاوة على ذلك، يؤكد المفكر أبو غزاله ان احتضان
البنية التحتية للتعلم الإلكتروني المتكيف يزيد من تعزيز إمكانية الوصول، ويلبي
أنماط التعلم المتنوعة ويستوعب السرعة الفردية، وأنه من خلال إعطاء الأولوية لدمج
هذه الركائز التعليمية ضمن أطر المدن الذكية، يستطيع صناع السياسات رعاية مجتمعات
نابضة بالحياة ومرنة ومهيأة للنمو المستدام والازدهار في العصر الرقمي.
وفي تركيزه على بناه الغد يقول المفكر أبوغزاله إن
أطفال اليوم ليسوا مجرد مراقبين، بل هم طلائع التقدم المجتمعي، المستعدون لوراثة
وتشكيل البيئات الحضرية للمستقبل، ولا بد من تمكنيهم من المساهمة بشكل هادف في
نسيج المدن الذكية
وعلى هذا النحو، يجدد المفكر أبوغزاله التأكيد على
ضرورة إعطاء الأولوية للكفاءة الرقمية ضمن الأطر التعليمية لتنمية بيئات حضرية
ديناميكية وشاملة حيث تتاح لكل مواطن الفرصة للازدهار والمساهمة في التقدم الجماعي
بقلم حسان الهامي