قراءة في فكر
الاقتصادي الدكتور طلال أبوغزاله
يرى المفكر
والاقتصادي الدكتور طلال أبوغزاله أن تحرير الأرض المحتلة وقيام دولة فلسطين على
كامل ترابها قد بدأ، وان ما يحدث في غزة الآن هو مرحلة تؤسس لمراحل لاحقة تنتهي
بتحرير الأرض والإنسان.
ويؤكد أبوغزاله
من خلال ما يطلق عليه المرحلة الأولى في تحليل النتائج وليس التوقعات، بأنه أصبح
من الواضح أن القرارين اللذين سيصدران عن محكمة العدل الدولية سيدينان العدو
الصهيوني بجرائم الإبادة الجماعية والاحتلال، وبما أن تلك القرارات أصبحت أمرا مقضيا،
فإن العدو قرر أن يستمر ويزيد في عنفه وإجرامه ووحشيته ما دام سيحكم عليه على كل
حال.
وفي سياق تحليل
النتائج التي نراها على أرض الواقع يؤكد أبوغزاله أن "قضية غزة" تحولت
إلى "قضية فلسطين"، وأصبح واضحا أن حرب التحرير هذه ونتائجها
ستؤدي إلى حل القضية الفلسطينية المتمثل بإنهاء الاحتلال لا محالة، وان الحرب
القائمة أظهرت حقيقة أن الاحتلال تؤيده دولتان (أمريكا وبريطانيا) تأييدا مطلقا
وهما الدولتان المواجهتان للقطب الآخر المتمثل أيضا بدولتي (الصين وروسيا)،
وبالتالي اتضح البعد الدولي في الصراع حول قيادة العالم، وأن هذه الحرب هي كما حرب
روسيا على أوكرانيا، جزءا من الصراع على حكم العالم (أمريكا أم الصين).
ويقول أبوغزاله
في تحليله لنتائج هذه الحرب، أنه تأكد للعدو وللعالم عدم إمكانية القضاء على حماس،
لأنها ليست فقط حركة ولكنها رسالة وفكرة حان وقتها، كما يقول الفيلسوف فولتير،
وامتداداتها تحت الأرض وفوقها في غزة، وفي كل فلسطين وخارجها أيضا.
أن إعلان
الدولتان المواجهتان لأمريكا وبريطانيا أي الصين وروسيا تأييدهما لفلسطين، يؤكد
كما يرى أبوغزاله على أن حرب تحرير فلسطين هي جزء من الصراع على قيادة العالم، وان
العدوان على غزة يؤكد للعالم أجمع أنه لا بد من تحرير فلسطين من الاحتلال الذي
استمر سبعة عقود، وأصبح البحث محليا ووطنيا وعالميا عن إنهاء الاحتلال عن كل
فلسطين وليس عن غزة فقط.
ان أكذوبة حق
الدفاع عن النفس التي يكررها العدو لا تصح اطلاقا كما يقول أبو غزاله، لأن حق الدفاع
عن النفس هو للشعب المعتدى عليه وليس للمعتدي والمحتل، وأن هذه الحرب الاجرامية قد
أفرزت الازدواجية في المعايير التي أصبحت موضع بحث علني، فكيف لنا أن نحزن على 150
أسيراً ولا نحزن لـ 150 قتيلا كل يوم، أم أن البشر نوعان: نوع لا يستحق الحزن عليه
لأنه تحت الاحتلال، ونوع يستحق الحزن عليه لأنه سلطة احتلال.
أن أكذوبة حوار
الحضارات وأفضلية حضارة على أخرى والتي أفرزتها هذه الحرب كما يقول أبوغزاله تتطلب
إعادة النظر لهدف احترام جميع الحضارات وتوصيف المساواة في الحقوق، ليس فقط داخل
الدول بل بين جميع الدول، وصولا إلى عدالة دولية بعد فشل العولمة الدولية، خاصة
وأن "دولة الأكاذيب" (إسرائيل) أصبحت تدافع عن المزيد من "الأكاذيب" ليس
عن جرائمها بل عن وجودها "الكاذب".
لقد حققت فلسطين
انتصارها الأول كما توقعنا في المرحلة الأولى برسم الأسس لمراحل التحرير. وقد
تناول أبوغزاله ما أفرزته المرحلة الأولى، وسنتناول في المراحل الأربعة القادمة ما
تفرزه كل مرحلة على التوالي وحسب حقائقها وليس التنبؤ بها. مع ملاحظة إن أهمية
محكمة العدل الدولية أنها نشأت بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ولها استقلالية تامة
ولا تخضع قراراتها لأي جهة، وأن سلطاتها على جميع دول العالم، ولها أن تدين أي
دولة تدعم الدولة المدانة.
وإلى اللقاء في
المرحلة الثانية!
علي الطراونة