05-شباط-2024

الشطرنج الجيوسياسي: رؤية استشرافية للمفكر العربي أبوغزاله للاستقرار العالمي

مسترشدا بفكره الثاقب وتمسكه بأعلى المعايير المهنية واستشراف المستقبل يستكشف المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله مسار العوامل الجيوسياسية ويحددها باعتبارها أكبر تهديد للاستقرار الاقتصادي العالمي، حيث يسلط الضوء على التعقيدات التي تغيب عن التوقعات التقليدية التي تنشرها المؤسسات الشهيرة.

ومن رمال العلاقات الدبلوماسية المتحركة إلى السحب الرعدية للصراعات المحتملة، تدفعنا رؤى أبوغزاله إلى إعادة تقييم فهمنا للاستقرار الاقتصادي العالمي، وتحليل التهديد الأكبر وفهم التأثيرات المتتابعة التي يمكن أن تطلقها الأحداث الجيوسياسية على النسيج الاقتصادي الدولي.

في جوهرها، تؤكد توقعات المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله التي أعلن عنها في برنامج توتر عالي مع الإعلامي طوني خليفة على قناة المشهد، على التوازن الدقيق الذي يرتكز عليه الاقتصاد العالمي بشكل غير مستقر، إذ أن فكرة أن الصراع الذي يقتصر في البداية على منطقة واحدة يمكن أن يتطور إلى أزمة عالمية هي بمثابة تذكير صارخ بضرورة عمل الدول بشكل تعاوني لمعالجة وحل النزاعات الإقليمية قبل أن تتحول إلى تهديدات تتجاوز الحدود، مما ينقذ العالم في نهاية المطاف من الخطر لاسيما أن شبح الكساد الكبير يلوح في الأفق.

ويقول أبوغزاله إن عام 2024 سيكون مليئًا بالتحديات الاقتصادية للعالم بأسره، وفي قلب رؤيته تكمن حقيقة قاتمة - شبح حرب تشمل لاعبين رئيسيين مثل أمريكا، وروسيا وأوروبا والصين، وأن تداعيات مثل هذا الصراع تمتد إلى ما هو أبعد من حدود الدول المعنية بشكل مباشر، مما يتسبب في تكاليف باهظة على الاقتصاد العالمي.

ويتكشف السيناريو العالمي الحالي وفقا للمفكر أبوغزاله على خلفية واقع عميق ومقلق، ألا وهو غياب نظام عالمي شامل يمكنه التعامل مع تعقيدات عالمنا المترابط بالعدالة والإنصاف، إذ أنه وفي قلب هذا الغياب يكمن سؤال حاسم: هل يمكن للديمقراطية أن تظهر كقوة موجهة لملء هذا الفراغ؟ لاسيما أن الصعوبات التي يواجهها العالم اليوم ليست اقتصادية أو جيوسياسية فحسب؛ فهي تنبع من التحدي الأساسي المتمثل في الحكم على نطاق عالمي. 

إن بصيرة أبوغزاله ترسم صورة قاتمة، تشير إلى تصعيد مقلق للصراع الذي يتجاوز حدود مسرحه الأولي، غزة، والتوقع هو أن الحرب، بدلاً من احتوائها داخل حدود غزة، سوف تمتد حتماً إلى مجال أوسع وأبعد مدى، مما يؤدي إلى وقوع الدول الأخرى في قبضتها المضطربة.

ويقول أبوغزاله إنه وفي حين أن هيمنة الدولار لا تزال بلا منازع في الوقت الحالي، فإن ظهور اليوان كلاعب مؤثر يشير إلى مستقبل يمكن أن تتقاسم فيه العملات المتعددة المسرح العالمي، ولهذا التحول آثار تتجاوز مجرد الاعتبارات الاقتصادية؛ فهو يعكس إعادة معايرة أوسع نطاقاً للنفوذ الجيوسياسي وإعادة توازن القوة الاقتصادية العالمية.

ويؤكد أن مصير الدولار، المتشابك مع ارتفاع قيمة اليوان والديناميكيات المتطورة للتجارة الدولية، يلخص السرد المستمر للنظام العالمي المتغير، ومع إعادة تنظيم القوى الاقتصادية وتأكيد اللاعبين الجدد على أنفسهم، يجد المجتمع الدولي نفسه عند منعطف حرج، حيث يفكر في التكوين المستقبلي للنظام النقدي العالمي والتأثير المحتمل على الاستقرار الاقتصادي، والعلاقات التجارية، وطبيعة المعاملات المالية على الصعيد العالمي. حجم.

يعتبر الذهب تاريخياً مخزناً عالمياً للقيمة، -يوضح أبوغزاله - ويحتل مكانة فريدة في المجال المالي. غالبًا ما يتم شراء الذهب بالدولار، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بنسيج النظام النقدي العالمي، حيث تكمن جاذبيتها الدائمة في استقرارها الملحوظ وقيمتها الجوهرية، مما يوفر التحوط ضد الشكوك الاقتصادية.
يضيف أبوغزاله- على النقيض من الطبيعة الملموسة للذهب، تقدم العملات الرقمية نموذجًا جديدًا، حيث ترتبط العملات الرقمية في الغالب بالصين، ويتم دمجها في نسيج المعاملات اليومية. ومع ذلك، فإن رياح التغيير تهب، ويعكس اعتراف الرئيس بايدن بأن الوقت قد حان لاستكشاف الدولار الأمريكي الرقمي اعترافًا أوسع بالمشهد المالي المتطور. 

ويرسم أبوغزاله صورة قاتمة للولايات المتحدة الأميركية ويقول إنه وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية واسم الفائز بالبيت الأبيض، فإن العين الفطنة تتوقع مسارًا محفوفًا بالتحديات، حيث يلوح في الأفق شبح حرب أهلية تلوح في الأفق، يغذيها السخط الواضح والشعور بالحرمان الذي ساد شرائح مختلفة من السكان. 

ويختم أبوغزاله بالحديث عن مصير أموال المودعين المحتجزة بالمصارف اللبنانية ويبشر ببصيص من الأمل والطمأنينة تتعدى الشكوك المحيطة بالمشهد المالي وأن الأموال آمنة وستعود لأصحابها. 

أحمد توفيق