04-شباط-2024

أبوغزاله يحاكي الألغام الإعلامية: حرب العلم والحضارة أقوى

ربّان ماهر يقود سفينة عملاقة وسط الأمواج المتلاطمة. هكذا تماما يظهر المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله في المقابلات الصحفية والتلفزيونية، سيّما تلك المقابلات التي يعتقد فيها المحاور أنه يمتلك من الخبرة والدهاء ما يمكّنه من الايقاع بواحد من أكثر الشخصيات نجاحا في الأفخاخ التي يظنّ المعدّ والمقدّم أنه أحكم نصبها..

العارفون، والمتابعون لأعمال ونشاطات وآراء الدكتور أبوغزاله، يعلمون جيّدا حجم ما يقدّمه المفكّر العربي للقضية الفلسطينية، فهو يؤدي دورا عظيما في دعم القضية، وبشكل دفع حفيد المناضل الكبير نيلسون مانديلا للإشادة بمواقف الدكتور طلال أبوغزاله ودوره الفعّال في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، واعتباره بطلا من أبطال فلسطين.

أبوغزاله وانطلاقا من قناعته بأن العلم أحد الأسلحة الهامة لتحرير وبناء الأوطان، يفتخر بتقديمه مليون منحة دراسية لتمكين الفلسطينيين في الداخل والشتات من دراسة الماجستير في عدة تخصصات، بالإضافة إلى مبادرة "كلنا لفلسطين" التي يُنفق عليها الرجل أمواله لا لشيء إلا لتوثيق نجاحات الفلسطينيين في كلّ أنحاء العالم وتشجيع بقية أبناء الشعب على النجاح.

في المقابلة الأخيرة للدكتور طلال أبوغزاله عبر قناة المشهد التي تبثّ من دولة الإمارات، أظهر المفكّر العربي مهارة فريدة في عبور حقول الألغام التي بدا أن المحاور زرعها لشخص يعرف حجم المتصيّدين الذين ينتظرون أي هفوة أو زلّة لها من أجل التشهير بها -وهذا قدر الناجحين-، لكن أبوغزاله نجح بتفادي تلك الألغام مستعينا بخبرته ومعرفته الواسعة، ومنطلقا من مبادئه الوطنية والقومية الراسخة.

وبينما حاول المحاور استفزاز أبوغزاله مرارا، أظهر المفكّر العربي ثقة وحكمة وصلابة في الردّ على أسئلته، سيّما تلك التي اتهمه فيها بالشعبوية وسأله "لماذا لا تعود إلى فلسطين؟". فأبوغزاله المسكون بحلم العودة إلى يافا، يعلم أن مصلحة فلسطين هي في ما يقدّمه الشخص لفلسطين وليس بالمكان الفيزيائي الذي يتواجد فيه، ويعلم أيضا أن الحرب ليست حرب سلاح فقط، على أهميته القصوى، بل وحرب علم وحضارة.

ولم يظهر أبوغزاله خوفا على مصالحه التي ربما تضررت أو قد تتضرر نتيجة مواقفه من الحرب الكونية على غزة، بل أنه أكد عدم ممانعته لابنته التي قالت إنها تريد الذهاب إلى فلسطين كي تستشهد على ثراها، قائلا "إنه استشهادها على ثرى فلسطين شرف له ولها"، رافضا كلّ المحاولات لتجريم المقاومة، ومؤكدا أن مقاومة الاحتلال حقّ انساني وإلهي وقانوني نصّت عليه مواثيق الأمم المتحدة نفسها.

حسان الهامي