قدم المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله منظورًا دقيقًا لنضال الشعب الفلسطيني وروح المقاومة في سعيه لتحقيق العدالة والكرامة والسيادة، مؤكدا أن الجهاد ليس مجرد واجب، بل هو شرف مشترك بين الجميع
وأضاف الدكتور طلال أبوغزاله في مقابلة بثتها قناة هلا لندن، ان "ابنتي وحب عيني، وهي إحدى خريجات جامعة هارفارد أتمنى وأتشرف أن تحمل يوما ما لقب "شهيدة"، في سبيل فلسطين، وأنه لو كان بالإمكان لأمسكت بيدها إلى طريق الشهادة".
وتوقع المفكر العربي أن تصبح "غزة"، ومقاومتها الباسلة موضوعًا لدراسة دقيقة، وتتطور إلى مخزون من المعرفة للاستراتيجيين والمحللين العسكريين فالإنجاز المتمثل في بناء بنية تحتية واسعة النطاق تحت الأرض في مواجهة التحديات الدائمة قد استحوذ على اهتمام الخبراء العسكريين في جميع أنحاء العالم، ان هذه الأنفاق، التي صممها ونفذها شعب غزة الصامد، هي بمثابة شهادة على صمودهم وسعة حيلتهم الاستثنائية.
وأوضح قائلا: في جوهرها، تمثل قصة البنية التحتية تحت الأرض في غزة بمثابة دراسة حالة للإبداع البشري وسط الشدائد، وتصور قدرة المجتمع على المضي قدمًا على الرغم من حجم التحديات، وأن "غزة بأكملها أصبحت حماس" لان حركة المقاومة مرادفة للهوية الجماعية لسكان غزة.
وقال أبوغزاله إن نضال الجزائر التاريخي من أجل الاستقلال، الذي تميز بتضحيات إنسانية هائلة، جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية حيث قدمت مليون شهيد من أجل الحرية والعدالة والاستقلال الوطني، وان الفلسطينيين كذلك على استعداد دائم لتقديم التضحيات من أجل فلسطين.
وتابع أبو غزاله إن التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال الإسرائيلي هائلة لكنها يقابلها بروح الشجاعة والإقدام، على الرغم من الخسائر البشرية المأساوية التي لحقت بالشعب الفلسطيني في أعقاب العدوان المتواصل الذي يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي.
واختار أبوغزاله تسليط الضوء على القوة التي لا تقهر والتصميم الذي لا يتزعزع الذي أظهره الفلسطينيون في مواجهة الشدائد. وعلى الرغم من المحن وروح صمود الروح الفلسطينية، ورسم صورة حية لشعب ملتزم بقضية المقاومة، ورافضا قبول أي تسوية مقترحة من شأنها أن تؤدي إلى التهجير القسري أو تآكل هويته المميزة.
كما سلط أبوغزاله الضوء على الدور المحوري للوحدة الوطنية باعتبارها حجر الزاوية الذي لا غنى عنه في النضال الفلسطيني، موضحا بأنه محور أساسي للصمود الفعال في مواجهة التحديات وحافز لتحقيق الأهداف المشتركة، كما حث الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة على التوحد تحت راية قضية مشتركة.
وفي تأكيده على أهمية التضامن، تصور أبوغزاله وجود جبهة موحدة قادرة على الإبحار في شبكة معقدة من العقبات التي يواجهها السكان الفلسطينيون. ومن خلال تعزيز الشعور بالهدف المشترك، لتشكل قوة جبارة قادرة على التغلب على التجارب المتأصلة في سعيهم لتحقيق العدالة وتقرير المصير.
وفي جوهر الأمر، أكدت رسالة أبوغزاله أن الوحدة الوطنية لا تعمل فقط كدرع وقائي ضد الضغوط الخارجية، بل أيضًا باعتبارها الأساس الذي يمكن للشعب الفلسطيني أن يبني عليه جبهة متماسكة وموحدة لمواجهة التحديات المقبلة وتحقيق أهدافه الجماعية في نهاية المطاف.
وتوقع أبوغزاله انضمام دول جديدة إلى جنوب أفريقيا للتضامن ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي هذا التحالف العالمي تعبير عميق عن تضامن الشعوب مع مبادئ العدالة وحقوق الإنسان، لا سيما في مواجهة التحديات الهائلة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وكانت أهمية دعم القضية الفلسطينية على الساحة الدولية موضوعاً مركزياً في لقاء أبوغزاله، حيث أوضح فكرة أن هذا الدعم لم يكن مجرد لفتة دبلوماسية، ولكنه خطوة حاسمة في دعم العدالة وحقوق الإنسان على نطاق عالمي، وشدد على أهمية توحيد الجهود الدولية، ودعا إلى التزام جماعي بمساعدة الفلسطينيين في سعيهم للحصول على الحقوق المشروعة.
وأكد أبوغزاله في الختام عدم وجود "يوم ثان" للحرب في غزة فالنضال ضد الاحتلال يشكل عملية مستمرة ومطولة استمرت لمدة 75 عاماً، لافتا إلى أن الكيان يسعى جاهدا لإشعال عبر توسيع دائرة الحرب أملا بتدخل أمريكي لتغيير ديناميكيات الحرب.
احمد توفيق