21-كانون الثاني-2024

رؤية الدكتور طلال أبوغزاله في المعركة ضد المعلومات المضللة

حسان الهامي

كان المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله أول من حذر من حرب جديدة اندلعت. وهي ليست معركة أسلحة أو جيوش، بل معركة كلمات وأفكار وآراء ساحتها شبكة الإنترنت، مع إثبات أن القلم الإلكتروني أقوى من الجنود شاهراً تأثيره العالمي على أرجحه عقول الجمهور، وكان محقا ومستبصرا حيث صبحت المنصات المصممة للتواصل والإعلام، عن غير قصد، ساحات معارك، مما جعل المستخدمين يتصارعون مع وابل من المعلومات المتضاربة، وأنصاف الحقائق، والأكاذيب الملفقة.
ففي الامتداد الشاسع للمشهد الرقمي، اشتدت المعركة من أجل الحقيقة والدقة، فالطبيعة المنتشرة للمعلومات الخاطئة، التي يغديها النشر السريع للمحتوى عبر منصات الإنترنت، أوجدت تضاريس صعبة بالنسبة لمستخدم الإنترنت من أجل تمييز الحقيقة من المعلومات المضللة مهمة شاقة.

ويكمن ظلم حرب المعلومات هذه في عدم تكافؤ القوى، فمن ناحية، غالبًا ما يتم تنسيق حملات التضليل من قبل جهات فاعلة جيدة التمويل ومنظمة استراتيجيًا - كيانات ترعاها الدولة، أو جهات فاعلة خبيثة، أو حتى مصانع Clickbait، ولا تشتمل ترسانتهم على تقنيات متطورة فحسب، بل تتضمن أيضًا فهمًا معقدًا لعلم النفس البشري، مما يمكنهم من التلاعب بالتصورات واستغلال التحيزات المعرفية.

على الجانب الآخر من ساحة المعركة يقف مستخدم الإنترنت العادي، وهو فرد مسلح بجهاز واتصال بالإنترنت ونية حقيقية للتنقل في العالم الرقمي بمسؤولية، ومع ذلك، فإن طوفان المعلومات الذي يقصفهم هائل، والأدوات المتاحة لهم لكشف الحقيقة غالبًا ما تكون غير كافية.
وفي ضوء التحديات المتصاعدة التي يفرضها وباء المعلومات والمعلومات المضللة، من الضروري الدعوة إلى استجابة أكثر شمولاً واستباقية، وينبغي أن تكون هذه الاستجابة متعددة الأوجه، وتعالج جوانب مختلفة من القضية وتشمل مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، وهذا ما تحدث عنه مبكرا المفكر الدكتور طلال أبوغزاله.

ومن خلال تبني التدابير الشاملة في رؤية الدكتور طلال أبوغزاله، يمكننا التحرك نحو إطار أكثر مرونة وقدرة على التكيف لمعالجة المعلومات المضللة، إطار يجمع بين الاجتهاد التنظيمي، والابتكار التكنولوجي، والجهود التعاونية بين المؤسسات العامة والخاصة في السعي إلى بيئة رقمية أكثر استنارة وأمانًا.