06-كانون الأول-2023

مفتاح التحرير

في أولى كلمات مقدمة سلسلة حلقاتي الدورية (مفتاح طلال أبو غزالة "الإنسان) بتاريخ ۲۱/۹/۲۰۲۳ ، كتبت: "وسط عالم يسوده الظلام و التلوث والكوارث و الحروب أطل عليكم من "نافذة "طلال أبوغزالة التي لا ترى إلا النور و السعادة و السلام و الأمل و النجاح ، وكما ذكرت أنها نافذة متفرعة إلى عدة نوافذ منتشرة في ١٥٠ دولة بالعالم و لذلك فإن الشمس لا تغيب عن نوافذ طلال أبو غزالة ، و ذكرت أيضا انني ساتجول معكم لنفتح سويا ابواب عالم طلال أبو غزالة بابا بابا مع استخدامي للأسلوب البسيط الذي هو إحدى سمات أبو غزالة الشخصية ،،، 

عندما أمسكت بالمفتاح لأفتح أول باب لاسجل الحلقة الأولى ، تفاجات بالطوفان " يحاصرني في كل ثانية و من كل اتجاه بمشاهد وحشية متلاحقة من العدو الغاشم المتغطرس على غزة مع استشهاد أبناءها من أطفال و نساء و شيوخ و استمرار عداد نزيف الشهداء في تصاعد كل ثانية بلا توقف و بلا هوادة.

 ومع تصادف وجود ضيف عزيز من ابناء غزة مقيم في أوروبا ، قررت أن أخذ بيده ليسلم على دكتور طلال أبو غزالة بنفسه لما يمثل بالنسبة له ولذويه المثل والقدوة في مقاومة العدو بسلاح العلم و النجاح الذي وعد به والده عندما قال له : ( يا والدي اوعدك انني سانتقم من العدو وانتصر عليه بسلاح العلم و النجاح ) ،،، و فعلا كما هو متوقع من أبو غزالة فإنه استقبل ابن غزة بالابتسامة العريضة ، هي ابتسامة النصر و قال له ( اهلا بالابطال ). و نتيجة لكل ذلك قررت أن يكون اول باب افتحه في عالم أبو غزالة ، هو باب مكتب مجموعة طلال أبو غزالة في [ غزة ] لارى الشمس من نافذتها ، وفعلا أخذت المفتاح لكني لم اجد الباب و لم اجد النافذة ! فقد اختفى المبنى !! حيث استهدفه العدو بهجمة وحشية يوم ۲۱/۱۰/۲۰۲۳ في تكرار لاستهدافه السابق عام ۲۰٢١ ،،، و ذلك بالتزامن مع استشهاد ) جميل حافظ المصري - مدير الخدمات المهنية في مكتب أبو غزالة في غزة ( مع ۲۹ من أفراد عائلته بينهم زوجته وابنه وابنته و الاحفاد في قصف مباشر لمنزله في رفح.

وايضا استشهاد شقيقة السيد  (منير حسن - المدير التنفيذي لمكتب أبو غزالة في غزة ) و هي الشهيدة (وسام حسن ام سعد الله سليك) التي استشهدت مع ۱۷ فردا من بينهم زوجها و أولادهم و ابنتهم و احفادهم ، في قصف مباشر لمنزل العائلة في غزة. 
فاختفى المبنى لكن لم تختفي الشمس عن موقعه ، ولن يستطيع العدو هزيمة إرادة الله بالنصر 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ 
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِم ويأبى الله إلا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)

 ولذلك كان رد أبو غزالة هو ( بالرغم من الألم والحزن الكبير على ضحايا الجرائم الصهيونية فإنني على يقين أن ما يجري حاليا هو بداية معركة "التحرير" و تحقيق حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية و الوطنية و زوال الاحتلال ،،، كما أنه نعى شهداء فلسطين و أبناء شهداء مجموعة طلال أبوغزالة العالمية).

 و كأن التاريخ أبي إلا أن يشهد و يسجل بصمته على جدار أبو غزالة في غزة كما سجله من قبل على جدار منزل عائلته في يافا منذ نعومة أظافره في مستهل حياته ليجدد روح العزيمة و الكفاح و التحدي و الاصرار للنجاح و ( النصر ) بإذن الله.

 أما أنا ... فأقول لأول مرة ( شكرا ) للعدو لانه بوحشيته احيا ضمير شعوب الأمة و جدد القضية في دماء أجيال جديدة يمكن غاب عنها مرارة الاحتلال ، و لبتجدد طوفان الدماء الزكية الطاهرة جيلا بعد جيل إلى أن يحقق الله مراده بالنصر الذي وعدنا به

 وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أو يقتلوك أو يُخْرِجُوكَ ، ويمكرون ويَمْكُرُ اللَّهُ ، وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

صدق الله العظيم

 املي من الله عز وجل أنه عندما نفتح الباب في الحلقة القادمة ان نشتم سويا من نافذة أبوغزالة رائحة الزيتون و البرتقال بدلا من رائحة البارود و الدخان ، و أن نحتفل سويا بالتحرير و بالنصر – آمين

المستشار علاء ناصر الدين المغربي
مستشار تطوير الاعمال و الاتصال الدولي
جمهورية مصر العربية