06-كانون الأول-2023
مدخل أوبرا غارنييه يضيء باسم الدكتور طلال أبوغزاله تكريم للمساهمة العربية في الفن والثقافة
بقلم: إحسان القاسم
منذ أن أنهى الفرنسيون تشييد أحد أبرز المعالم الثقافية في العالم، مبنى أوبرا غارنييه، بأمر من الامبراطور نابليون الثالث، وهم منهمكون في البحث عن كل ما يمكن فعله من أجل اضفاء مزيد من القيمة والجمال إلى هذا المعلم التاريخي، ليأتي العام 2016 وتقف باريس بفخر واعتزاز، وتقرر إطلاق اسم المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله على أحد الأعمدة الرئيسة بمدخل مبنى الأوبرا المعروف باسم "مدخل الامبراطور."
وقد شكلت هذه الخطوة اعترافا بالعطاء الثقافي والتاريخي الذي يقدمه الدكتور طلال أبوغزاله، وتقديرا للدور الذي يلعبه المفكر العربي في دعم الموسيقى والفنون عالميا، كيف لا وهو الذي يرى الموسيقى والفنون من أساسيات بناء الجانب الروحي لدى الإنسان، والأداة التي يمكن من خلالها مواجهة وهزيمة الخراب المحدق بالبشرية. طلال أبوغزاله، والذي كرس حياته لخدمة أمته ومجتمعه لم ينس يوما دعم وتطوير الموسيقى والثقافة في العالم، وكان راعياً للأوبرا الوطنية الباريسية لعدة عقود، وهذا كله إن دل إنما يدل على الجهد والإخلاص الذي أبداه في تعزيز الفن والثقافة في العالم، وهكذا ، كتبت الأوبرا باريس اسمه بحروف من ذهب على هذا المدخل الرئيسي، ليظل أثره عالقا في تاريخ الثقافة الفرنسية والعالمية. إن التقدير الكبير للمفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله وكتابة اسمه على أحد أعمدة مدخل الامبراطور" هو بمثابة تكريم للأمة العربية ودليل على دورها الراسخ في دعم الفن والثقافة واعتراف بالجهود الكبيرة التي بذلها أبوغزاله في دعم الثقافة والفن في عالم متجدد ومتغير، وكان ذلك جليا في رسالة التقدير التي وجهها مدير الأوبرا الوطنية في باريس إلى المفكر العربي أبوغزاله، والذي أشار فيها إلى مكانته الكبيرة كراعي للأوبرا الوطنية الباريسية.
الحقيقة أن المتابع للدكتور أبوغزاله يعلم حجم استحقاقه لكتابة اسمه على مدخل الامبراطور، فهو يرى أن الموسيقى تشيع من السكينة ما يكفي لتبديد القلق الذي ينتاب الإنسان، ولها مفعول السحر في بناء الجانب الروحي لديه، وقد ترجم تلك القناعة من خلال دعمه المستمر للموسيقى على مستوى العالم، بالاضافة إلى انشائه إذاعة لبث مقطوعات موسيقية عالمية على مدار الساعة. لقد كتب هذا الحدث التاريخي صفحة جديدة من تاريخ الأوبرا غارنييه في باريس، وبإطلاق اسم طلال أبوغزاله على مدخل المبنى، أصبح هذا المكان ليس فقط مكانا لاستمتاع بالفنون والموسيقى، بل أيضا تعبيرا عن التلاحم الثقافي العالمي واحترام العرب للفنون والثقافة الفرنسية والعكس بالعكس.