بقلم: إحسان القاسم
يطل علينا المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله من جديد ليبلغنا أنه لم يحدث أي تطور جديد في العلاقات بين القوتين العالميتين، الولايات المتحدة والصين، وأن اللقاءات التي جرت مؤخرًا لم تحقق أي تقدم أو توافق أو تلبية للآمال.
تعد العلاقات الأمريكية الصينية مصدر قلق كبير، وقد كان الدكتور أبوغزاله أول الذين حذروا من تدهور تلك العلاقات، حيث وصلت التوترات بين البلدين إلى مستويات مقلقة، تصاعد خلالها العداء بينهما اقتصاديًا وسياسيًا إلى حد وصل فيه أن كلًا منهما حذر علنًا من وقوع صراع محتمل بينهما.
سبق لأبوغزاله أن أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى لحماية مصالحها في شرق آسيا من التوسع الصيني، وتعمل على عرقلة تقدم الصين التكنولوجي وتحد من قدرتها على التطور وتهديدها للأمن الأمريكي، وقد أدت هذه السياسة إلى زيادة التوترات بين البلدين، مما يجعل بعض المحللين يعتقدون أن وجود صراع عسكري محتمل في المستقبل القريب قد يكون مرجحًا نتيجة لزيادة مستوى التصعيد اللغوي والتوتر بين الجانبين.
الخبير الاقتصادي أبوغزاله يؤكد أن العالم اليوم لا يحتاج إلى أي توترات إضافية محتملة، خصوصًا في ظل التقارير الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى وجود توقعات قاتمة للاقتصادات العالمية في هذا العام (2023)، وتظهر هذه التقارير وجود عدة عوامل تشير إلى وجود ركود طويل الأمد، بما في ذلك انخفاض معدل النمو ووجود مؤسسات مالية هشة.
ويؤكد المفكر طلال أبوغزاله أنه إذا لم تتعاون أكبر اقتصادات العالم، مثل الولايات المتحدة والصين، في تحقيق الاستقرار المالي لاقتصاداتها، فقد يؤدي ذلك إلى حدوث ركود وزيادة في مستوى الديون والأزمات المالية، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الركود التضخمي الاقتصادي.
وعلى الرغم من اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين والرئيس الصيني شي جين بينغ منتصف الشهر الماضي، والذي استمر لمدة 35 دقيقة، إلا أنه لم يخرج اللقاء بأي تطور يطمئن العالم أو يوجه رسالة واضحة المعالم للأنظمة العالمية التي قد تتأثر بما يحدث بين الولايات المتحدة والصين.
كان اللقاء بين بلينكين وشي جين بمثابة علامة إيجابية على إعادة التواصل، ورسالة للشعبين بأنهما على استعداد للتواصل مع بعضهما البعض، سيحتاج البلدين إلى تحقيق التوازن بين مصالحهما وقيمهما، وإدارة خلافاتهما ومخاطرهما، والبحث عن حلول مشتركة.
من خلال مطالعتي لكتابات المفكر العربي الدكتور طلال أبوغزاله، أرى أنه ينبغي على العالم العربي بشكل خاص والعالم بشكل عام أن يصغوا إلى هذا المفكر، حيث يتحدث عن حلول وأرضية لتغيير الواقع، والذي لطالمة كانت توقعاته الاقتصادية والسياسية التي يصل إليها خبراء وعلماء الاقتصاد بعد سنوات من طرحها من قبله، تعتبر ذات قيمة كبيرة.
ينبغي علينا أن نستوحي من حديثه ما يمكن أن يُدرج في الكتب المدرسية، ففكره وعلمه يتجاوزان مجرد الأرقام، ولذلك يجب أن نحتفظ بهذا المعرفة والفكر للأجيال القادمة.