د. مشيرة عنيزات
18-01-2021
إن ردة الفعل التي تنعكس من أحدهم، قد لا تتساوى بالضرورة مع حجم الفعل الصادر من الآخر، ففي الحديث عن العاطفة يغيب الحديث عن قانون الفيزياء المعروف "لكل فعل ردّ فعل مساو له في المقدار".
إننا نتحدث في مقالنا عن قانون عاطفي تتجاذبه المصالح، وتتمايل به الأهواء.. وهذا ما لا نستطيع أن نضع له معيارًا حركيًّا فيزيائيًّا؛ لأن ثمة سرّ في العاطفة لا يملك كنهه بشر، ولكننا نملك بعض تفسير لما يرتبط به من تاريخ معرفتنا بحياة البعض: إننا نتحدث عن سرّ المنفعة التي تلتصق بالنفس الإنسانية وتميل إليها الأهواء و"تذوب النفس على ما جبلت عليه".
ومن المعايير التي لا ترتبط بمادية النجاح والفشل معيار ربط الحصول على الشهادة بالنجاح، فربما تكون الشهادة على غير طريق ميول صاحبها وفهمه وابتكاره، وربما تكون الشهادة اسمًا لغير مسمّى ولا يستفيد منها صاحبها ما يثبت به قواعد النجاح!
إنّ بعض البشر من حولنا جدران مؤقّتة ولا من عملهم إلا أن يستندوا إلى غيرهم، وربما يكون من استندوا عليه ممن لا يحتمل فيقع وينهار.. من أجل ذلك احذر أن تتمادى بالاتكاء على غيرك "فتميل كل الميل"؛ لأنه لن تفلح إلا إذا اتكأت على نفسك "وما حكّ جلدك مثل ظفرك".. والجبل هو أنت.. أنت من تستند نفسك.. ولا جبل آخر سيسندك مهما تعاظم حاله في نظرك.. لن يسندك أحد في وقت الشدة إلا نفسك، وهو من أسرار النجاح.
يقول طلال أبوغزاله: " أول شرط للنجاح أن تؤمن بأنك ستنجح، فإذا بدأتَ وأنت متردّد، أو محبَط، أو مصابٌ بالشكّ، فلا تبدأ.. لا تبدأ.. إلّا إذا كنتَ قد حسمتَ أمرك".
ويقول وينستون تشيرشل: "النجاح ليس نهاية والفشل ليس قاتلا.. إنما الشجاعة للاستمرار هى ما يهم".
فليس من المتوقع أن تأتيك الحلول على طبق من فضة! وعلى كل منا استثمار قدراته، وإمكانياته التي من خلالها يعرف مكامن قوته.. فيرفع من تقديره لنفسه، ويزيد ثقته بها، ويرسم خطه نحو طريق النّجاح الذي وإن كان مكلفًا لكنّه بالتأكيد سيكون مربحًا.
يقول طلال أبوغزاله: "الإنسان يحصل من الحياة على ما يستحقّه، فإذا قررتَ أنك تستحقّ أن تنجح فهذه هي البداية.. بعد ذلك عليك أن تذكّر نفسك بأن النّجاح لا يتحقق صدفةً، بل بالمعاناة".
فلا يوجد فقير عاطل عن التفكير، ولا يوجد مريض لا يحارب مرضه.. ولكنه كسل، وجمود رغبة في العمل، والمطلوب إحياء مصطلحات النضال والكفاح والجهاد والمثابرة والتعلّم مع النفس من أجل النجاح.
يقول طلال أبوغزاله: "لا تتّخذ النّجاح معيارًا لأدائك وعطائك، بل اتخذ من قدراتك المعيار".
إن الفشل لا يعيب، وإن النّجاح ليس مقدّرًا لأحد دون آخر.. والعبرة في معرفتك لإجابة سؤال (أين أنا) في خضم ما يحيطك من دوائر عمل.. و(ما هي خطواتي لتحقيق النجاح).
ابنِ قدراتك، وارق بمؤهلاتك، وثق بهمّتك، وتأهب لتعينها بالمضي قدمًا، فالنجاح لا يأتي صدفة!
ذلك هو معيار اجتياز اختبارات الحياة، والسرّ الأهم من أسرار النجاح.