Javasript is currently not supported/disabled by this browser. Please enable JavaScript for full functionality.
الفخر لشهدائنا، والفخر لنا بهم
شهادة ميلادي المعلقة في مكتبي صادرةعن" حكومة فلسطين "عام 1938
لا تنقل المشكلة لمديرك، ولا تكتفي بإقتراح لحلها، بل بادر إلى الحل
د. مشيرة عنيزات 08-03-2021
لطالما كانت ثقافة التّغيير عائقًا أمام أيّ تقدّم بشري، حتى لو كان هذا التغيير إبداعًا أو ابتكارًا أو أفكارًا جديدة، فنحن بطبيعتنا نركن إلى الراحة ولا نحب ما يعطّل صفوها حتى لو كان إبداعًا بشريًا، ونقاوم ثقافة التغيير حتى لو كانت تصبّ في مصالحنا، فالناظر والمتعمق يجد أننا عندما قمنا باختراع السيارات، عبّدنا الشوارع لأجلها، وعندما اخترعت القطارات أنشأنا سككًا حديدية لتناسبها، فدعونا نتصالح مع أنفسنا ونقنعها أنه لا يوجد فكرة جديدة، غير مألوفة، سيئة أو غير مرغوب بها، فإننا نستطيع أن نغيّر زاوية الرؤية للفكرة بما يتناسب مع أوضاعنا أو إمكانياتنا.
يقول رالف ايمرسون: "في حال لم تحاول فعل شيء لم تعتد عليه، فإنك لن تنمو".
إنني أذكر جيدًا منذ ما يقارب عشر سنوات وأكثر كيف كان طلال أبوغزاله ينادي بالتعلم عن بعد وكان من أوائل من أنشأ جامعة رقمية في هذا المجال، وكيف حورب وقتها بشدة بحجة أن هذا النوع من التّعليم لا يصلح في مجتمعنا، حتى شاءت الأقدار وأصبحت هذة الجامعة مرجعًا للجامعات العربية ووجهة للطلاب من مختلف الدول العربية، وأجبرتنا (كورونا) على الإعتراف بأن طلال أبوغزاله كان متنبئًا فطنًا.. وأنه قد سبق الجميع في هذا المجال وأثبت للجميع أن هذا النوع من التعليم كان بحوزتكم وقدّمه لكم هدية، ولكنها هذة ثقافة مقاومة التّغير وتبعاتها.
لا عجب أن نرى اليوم العالم أجمع يتجه إلى التّعلّم الرّقميّ، وتكمن المشكلة عندما لا يملك الآخرون قناعاتك نفسها، فيقومون بمهاجمتك فورًا، فنحن مختلفون واختلافنا تمايز ولا يعد خلافا، ولكن هناك من ينظر إلى الأمور من زاوية ضيّقة، ويحاول أن يجعل الآخرين ينظرون من لزاوية الضيّقة والمحددة الملامح نفسها. ولعلّه من المفارقات العجيبة يا أصدقائي في هذة الحياة، أن هناك من يبني ويُعلي البنيان ثم ينصح الآخرين بأن لا يورطوا أنفسهم في البناء ومشاكله، وأن هناك من يدرس ويحصل على أعلى الدرجات الأكاديمية ثم يندم لأنها لم تجلب له وظيفة، وهناك من يملك الوظيفة وينصح الآخرين بألا يقيّدوا أنفسهم بوظيفه، بل يبحثوا عن تجارة تغنيهم، ونسوا بل تناسوا أن كل مخلوق على هذة البسيطة مختلف عن الآخر وهذا الاختلاف يكملنا جميعًا.
يقول طلال أبوغزاله في مقال له في زاوية (لأنّني أحبّ الحقيقة وأحبكم) أنه في عام 2030: "لن يكون هنالك صفوف تدريس مدرسيّة ولا جامعيّة ولن يكون هنالك حرم جامعي أو مدرسي؛ فالمعارف والعلوم ستكون مُتاحة رقميّاً". فلا تقولوا هذا ما وجدنا عليه آباءنا، أعدوا العدة لأبنائكم، فالقادم أعظم!