11-حزيران-2023

أبوغزاله يتجلى كانموذج للرؤية والشهرة الصادقة الصاعدة

أبوغزاله يتجلى كانموذج للرؤية والشهرة الصادقة الصاعدة

بقلم: محمد شريف جيوسي

كانت الإذاعة البريطانية الـ (BBC)  اواسط القرن الماضي تكاد تكون المرجع الإعلامي الوحيد الذي يحتل (صدقية) لدى العامة في منطقتنا العربية، وسط غياب إعلامي عربي وطني واسع، قبل أن تصدح القاهرة بوسائل إعلامها العربية القومية وتصبح أو تكاد المصدر الوحيد المقبول شعبيا ونخبويا محل ثقة وصدقية لا تضاهى.

وفي سياق ومجالات أخرى.. اشتهر الدكتور طلال أبوغزاله كمفكر عربي وعالمي واقتصادي كوني، بصفته قارىء مميز للتحولات العالمية البشرية منها والطبيعية بدءا “بالبيئة ومرورًا بوباء كورونا، وانتهاء بالصراعات العالمية الكبرى، خلفياتها ومالاتها المنشغلين بها مباشرة أو من (تحت الطاولة) كحروب كونية سواء بالنيابة أو بالوكالة، سواء المستثمر لها أو بها، المستفيدون منهم والمتورطون بها، وفي اختلافها عن الحربين العالميتين الأولى والثانية، فيما الثالثة هذه ستجر الخير على المنطقة العربية وأولها كما شهدنا بدء التحرر من السطوة الأمريكية الغربية الإسرائيلية، وهبوط نجم الأحادية، وصعود التعددية القطبية، فتكرست بذلك استقلالية القرار النفطي ونمو الصداقة مع الصاعدين روسيا والصين والهند الخ، وحل القضايا الاقليمية، اقليميا كبديل عن الصراع والمصالح الغربية المفروضة على المنطقة ومحيطها بل وعلى العالم، وهذا كله مما أدركه أبو غزاله مبكرا”.

واللافت الأهم من ذلك، أن أبا غزاله كان في قراءاته تلك، مبينا حينا، ومحذرًا حينا آخر، على قدر راق من الشجاعة والصدقية والتفوق ما قد يعرّض مصالح مجموعته الممتدة على مساحة المعمورة في 110 دولة للخطر، خاصة وأنه يترأس مناصب عالمية، وما قد يتعرض له وقد تعرض أحيانا لحملات طفولية ظالمة قاصرة غير مدركة، فدعا الدول إلى عدم الاقتراض من مؤسسات رأس المال العالمية، أو تطبيق وصفاتها (التصحيحية) التي هي في الحقيقة وصفات مدمرة للاقتصادات الوطنية بامتياز. وكانت بعض قراءات أبوغزاله وما تزال تدفع على الاستغراب، ولا تتواءم مع ظواهر راسخة لكن زائفة، لم يكن ليجامل، أو يمنعه ذلك من أن يعرض رؤاه بكل قوة وثقة، مدعمة بالأدلة، وما هو إلّا بعض وقت حتى تتضح صحة ماذهب إليه وكان محل استهجان ابتداء. وتجاوزت رؤى أبوغزاله، ماسبق إلى مجالات ومناخات العلم والتعلم وثورة المعرفة والذكاء الأصطناعي وما بعده، وضروراته وما قد يجر ذلك من تجاوز الألة للانسان وبالتالي مبادرتها بشن الحروب، وفي المقابل، ولادة طب يستبق حدوث المرض، وامكانية أن يعيش الانسان ضعف عمره الراهن الى 180عاما.

ورغم أن مطلب الشهرة ديدن العديدين، إلّا انها بتجلياتها الإعلامية المتنوعة وغيرها كانت هي من تسعى إلى أبوغزاله، حد أن أصبحت مطلبًا تسعى له كافة مؤسات الإعلام حول العالم، مما يقدم منها جرعات أمل وبناء وحكمة ومواطنة، تتمثلها الأجيال الصاعدة والقادمة. يبقى التنويه أن ليست كل شهرة عادلة وصادقه وتمثل خطًا تاريخيًا صاعدًا، فبعضها كاذب مراوغ مضلل ومناقض لمصالح الأمم والشعوب، وبعضها خلّاق كما هو حال أبوغزاله.