17-كانون الثاني-2023
"تاج تيك" مُصْطَلَحٌ جَديد لمُعْجَم تَقْنِيَةٍ مُعَاصر
د.عماد
الخطيب
تتطور مصطلحات اللغة من جيل إلى
جيل، ويدخل المعجم اللغوي مصطلحات جديدة كي تتناسب مع التطورات المعيشيّة، وقد
أثبت التاريخ أن المصطلحات الأكثر دخولا إلى المعجم الحياتيّ هي تلك التي ترتبط
بالابتكارات.
لقد فرضت حياتنا الجديدة علينا
كلمات دخيلة، والكلمة التي نتحدث عنها دخلت إلى اللغة العربية من الأصل الإنجليزي (Tech)، وسادت هذه الكلمة بهذا الشّكل، أو بشكلها التقليدي (تكنو) (Techno)، التي تشكل الجزء الأول من الكلمة الإنجليزية (Technology)، مكان بديلها العربيّ المُتَرجِم لها وهو (التّقنيّة)،
ثم نُحِتَ منها ومن كلمة عربية أو أجنبية أخرى كلمات شكّلت اسمًا تعبيريًّا جديدًا
إما لشركةٍ ما، أو اسمًا لمُنتَجٍ ما مثل (تكنو_ورقي) للدّلالة على كل ما يَجمع
بين الورق والتكنولوجيا، بل ولّد المصطلح مصطلحات أخرى نحتيّة مثل (الرواية التكنو
ورقية)، إشارة إلى نشرها رقميًا وورقيًا معًا.
"تاج تيك" مصطلح جديد
ينقسم إلى قسمين (تيك): وقد تحدثنا عنها، وتعني التقنية، و(تاج) كلمة منحوتة من أوائل
حروف ثلاث كلمات أجنبية هي (Talal Abu
Ghazaleh) وهي المقابل الحرفي للاسم العربي (طلال أبوغزاله)، صانع المعرفة الأكثر
شهرة بين أسماء اقتصاديي المعرفة العرب الذين سطّروا أمجاد تاريخهم وحاضرهم؛ بما عُرِفَ
عنهم من تفانٍ وإخلاصٍ وصبرٍ وشجاعة رأيٍّ، وعِشقٍ للابتكار، وتجاوزٍ للعقبات،
وتحدٍّ للواقع الصّعب، وتحويلٍ للنقمات كي تصبح نعمات، فصنعوا مُعْجزة هَرَمِهِم
بأنفسهم.
"تاج تيك" مصطلح نحتي تداوله
مجتمع الأعمال منذ زمن، وارتبط في بداياته للدلالة إلى الاسم التجاري "شركة
طلال أبوغزاله للتقنية"، واتّسع مفهوم المصطلح كغيره من المصطلحات الحيّة
القابلة للتطور والاتّساع حسب مفهوم (فقه اللغة) وأصبح مصطلحًا بديلا للاسم التّجاريّ
المعنيّ بكل ما يتعلق بالتقنية في مجموعة شركات طلال أبوغزاله من برامج تدريبية
تقنية، وشهادات دبلومات التقنيّة، ومبتكرات صناعيّة تقنيّة، وكل ما يشمل برامج
الحلول والأرشفة والاستشارات التقنيّة، وأنظمة التعليم عن بُعْد وإدارتها.
"تاج تيك"، مولود طبيعيّ مُوازٍ
لتطوّر "مجموعة شركات طلال أبو غزاله التقنية"، وسيدخل إلى معجمنا العربيّ
التّقنيّ كما دخلت مصطلحات (كمبيوتر، وتكنولوجيا، وتلفون، وباص... وغيرها). فمن
الذي يؤسس للمصطلح؟ ومن الذي يتقبّله من أجل الدخول في المعجم الكتابيّ/أو المعجم المحكيّ؟
لقد تداول الناس مصطلح "تاج
تيك" تداولا محكيًّا؛ فتحقق أول المُؤشِرات في درجة قبول المصطلح عند مُنظّري
التّأليف المُعجَمِيّ، فأينما تداول الناس مُصطلحًا وحَكُوا به، فإنّه يأخذ
تصريحًا من أجل الدخول إلى قائمة مصطلحات المعجم التأليفيّ، وبعد تداوله كتابيًا
يأخذ تصريحًا آخر ليكون شاهدًا على فترةِ عصرِ تأليفِهِ، وسيُدرَسُ مُستقبلا ضمن
أسس مؤشرات دارسي (فقه اللغة) كونه مصطلحًا قابلا للدّرس؛ من حيث "نشأته،
وأصل معناه (جذره)، وتداوله، وأصل كتابته (النّحت)، والتّطوّر الذي نشأ على
معناه".
وكما تداول الناس مصطلح "تاج
تيك" تداولا مَحكِيًّا، تداولوه تداولا مَكتُوبًا، وتحقق بذلك ثاني المؤشرات
في درجة قبول المصطلح، فتداول الناس "تاج تيك" في الكتب، والصّحف،
والمجلات، والأوراق التّعريفيّة وغيرها، وبتحقق المؤشر الثاني يبقى المؤشر الثالث في
قاعدة هرم الحاجات التّأليفيّة عند منظري التأليف المعجمي وهو (التّداول الزّمنيّ)
الذي يعني فترة ظهور المصطلح، وتناسبها مع حاجة الناس لها، والفترة التي استمر بها
الناس في تكرار تداولهم للمصطلح.
ومنذ ظهور مصطلح "تاج
تيك"، لم يقف تداول المصطلح بين منظّري الأعمال وراسمي خططها ومعالجي بياناتها
في أنديتهم ونواديهم وأماكن تجمعاتهم وعلى صفحات تواجدهم، فعرفوا أهمية المصطلح
ومستقبله وتداولوه مقتنعين ومقنعين وحقّق المُصطلح برسوخه في الذّهن قبل رسوخه على
الورق، الصفات الواجب تحققها في أي مصطلح كي يأخذ تأشيرة دخول إلى أي معجم وهي: التكرار،
والشمولية، وقابلية الحياة والتّطوّر، والاتّصال بحاجات استخدامات الناس المتواجدة
معهم والمتداولة عبر حكيهم وكتاباتهم.
وأخيرًا فعلينا الإقرار بأن
استقرار نجاح مصطلح "تاج تيك" ساهم به إلى حدٍّ كبير استقرار نجاحات اسم
(طلال أبوغزاله) وما علمنا إياه أولا وآخرًا