01-كانون الثاني-2022
الرّوبُوت لمْ يَعُدْ غريبًا
د.عماد الخطيب
"نحن في مرحلة التّعايش مع الرّوبوت"
"العالم سيحكمه الابتكار"
"الثّروة الحقيقية هي في المعرفة"
"نحن في عصر التّماثليّة بين الإنسان والأشياء"
إننا سننتقل من مرحلة "استخدام الإنترنت" إلى مرحلة
(استخدامنا للإنترنت) بما يعرف اصطلاحًا بـ (انترنت الأشياء) أي تسيير الأشياء
بواسطة تقنية "الروبوت"؛ لأن كل جهاز ذكي يحمل (روبوت) يسهل له هذه
المهمة، كما في السيارة الذكيّة، مثلا، ويحلم العلماء بأن يحل الـ(روبوت) محل الإنسان،
يتصرف مثله، ويدير شؤونه، وشؤون من يحتاجه، فيكون الـ (روبوت) شريكًا للإنسان؛ ونعيش
في عالم تملؤه التماثلية بين الإنسان والأدوات.
بات حلم العلماء حقيقة، وتحدثوا عن وضع عقل إلكتروني داخل
الروبوت، وبرمجوا فيه الحركات والأقوال التي يحتاجها في مجاله...
فهل فعلا انتهى دورنا!
بالعكس تمامًا، فمن الذي صنع هذا الروبوت؟ إنه الإنسان من
صنع الروبوت.. والمنافسة ستكون من سيصنع الروبوت الأفضل، وبذلك يبقى هو الصنيعة
وأنا الصانع، ولكن ستختفي مهن وتظهر أخرى، مثلا لن يتبقى مهنة المحاسب المدقق
مستقبلا؛ لأنه عن طريق البرنامج الذكي ستتم عمليات التدقيق آليًا.
أين دور المُدقق إذًا؟
إنه هم من سيقوم بإنجاز برنامج المُدقق الرقمي، وسيتبارى
البشر في "أي البرامج للمدقق الآلي هي الأقوى والأفضل". وسنعيش زمن
الروبوتات التي تفصل الملابس وتعمل المساج وتعلم وتدرب...
وربما نعيش عصرًا آخر للـ(Social Media) هو عصر
(التواصل الآلي الحقيق وليس التواصل عبر الآلة)، إن (السوشيال ميديا) أداة جميلة
وعظيمة ومؤذية في آن واحد، لأنها قد تقود لتدمير ثقافات وقناعات واقتصادات، فهل
سيتمكن روبوت من قيادة عمليات التواصل الاجتماعي كما أننا لو وجدنا خمسة من البشر يُتقنون
استخدام (السوشيال ميديا) لأمكنهم أن يقوموا بثورة!
ويعلمنا طلال أبوغزاله أنه على أمريكا مالكة الإنترنت وضع
رقابة ذاتية على الـ (Social
Media) وأن تنشئ الـ (Internet Governance Forum)
الذي سيدير نقاشات حول هذا الموضوع على مستوى العالم حيث يُقام اجتماع سنوي لهذا الغرض،
وأنه يحبّ المحافظة على الإنترنت امريكي المنشأ، مع العلم بوجود إنترنت صيني
المنشأ، وأن العالم سينقسم ليصبح هنالك أكثر من إنترنت وهذا ليس من مصلحة أمريكا،
إلا إذا حافظت على هذا العمل العظيم وجعلته أداة عالمية خاضعة للرّقابة...
نحن أمام عالم متغير وعالم فيه تحديات كثيرة وفرص عظيمة، والثورة
الصناعية الرابعة ستغير كل ما في العالم وكل ما فينا، وإن الثورات تقنيًا لا تسير
إلا إلى الأمام فكل ما نظن أننا تفوقنا فيه هو ما زال خطوة في صعود السلّم الذي لا
نهاية له ولن نصل لهذه النهاية، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "وما
أوتيتم من العلم إلا قليلا".
إن شركة واحدة تعمل في مجال المعرفة الرقمي تقدر قيمتها السوقية
بـ(تريليون) فتكون بذلك قيمة خمس شركات منها تساوي ميزانية 110 دول في العالم مجتمعة
مع بعض، فهذه هي ثورة المعرفة: الثروة الأكثر ثراء ونفعًا...
شكرًا لكل من أوجدها.. وشكرا لكل من اقتنع بها.. ولا عذر لمن
لم يسر خلفها بعد!