Javasript is currently not supported/disabled by this browser. Please enable JavaScript for full functionality.
الفخر لشهدائنا، والفخر لنا بهم
شهادة ميلادي المعلقة في مكتبي صادرةعن" حكومة فلسطين "عام 1938
لا تنقل المشكلة لمديرك، ولا تكتفي بإقتراح لحلها، بل بادر إلى الحل
أكد المفكر العالمي دكتور طلال أبو غزالة في حديث على فضائية R T الروسية مطلع هذا العام 2020، أن هناك 15 معركة مركزية مرشحة للإشتعال بين الصين الشعبية والولايات المتحدة الأمريكية فور إستكمال شروطها، اولاها النت،حيث تُحرّم واشنطن أياً كان من الإقتراب منه ، أو التدخل به ، أو المشاركة بالسيطرة عليه ، أو حتى مجرد حوكمته ، بحيث يكون أداة للخير، بدلاً من أن يكون كما هو حاصل الآن أداة للشر، فالنت في وضعه الحالي بات وسيلة في يد الإرهاب والكراهية والجريمة بانواعها وبث ثقافة التطرف وتحطيم الأديان والقيم وإغتيال الشخصية. وكشف أبو غزالة ؛ النقاب عن أن الصين تشكل 25% من مستخدمي النت الأمريكي .. لكنها في ضوء تحكّم أمريكا بالنت ورفضها حوكمته ، ابتكرت نِتاً بعدة لغات لكنها لم تطلقه بعد ، وهي تعمل على الوصول إلى G7 عام 2027 .. بتقنية عالية ارقى من النت الأمريكي الحالي بدرجات ، الأمر الذي يقض مضجع أمريكا ، ولذا فهي تعمل إما على إسقاط المشروع الصيني هذا أو المشاركة به أو تملكه ، وبالطبع فإن الصين ترفض احتواء الولايات المتحدة لمشروعها وتحرص على الحيلولة دون إسقاط مشروعها.
أما المعركة الثانية بين الصين الشعبية والولايات المتحدة فتتركز في إعتبار الدولار عملة قياس للعملات والذهب والنفط ، وبالتالي تحكمه بالتجارة العالمية والعملات الوطنية بما فيها العملة الصينية ، وحدث التحكم منذ أن تنازلت بريطانيا عن الجنيه الإسترليني كعملة دولية واتفاق الدول الرأسمالية على إعتبار الدولار عملة قياس وفرضه على العالم . . حيث يقوم رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي كل ليلة بتحديد سعر العملات في العالم ، مستثمراً حجم التداول النقدي الكبير يومياً على الصعيد العالمي، الذي يتراوح بين 3 ـ 4 تريليون.. وبالتالي فمن شأن بيع عملة ما ؛ خفض سعرها بالتالي ، أو شراء عملة ما رفع سعرها ، دون سبب ظاهر حقيقي سواء لإرتفاع أو إنخفاض سعر هذه العملة أو تلك ، ما يجعل الدولار كعملة قياس، سلاحاً أمريكياً غربياً رأسمالياً ، فتاكاً في الحرب على الدول ( المارقة ) بمفهوم الإدارات الأمريكية المتعاقبة. ولم يعد الدولار كأداة إضرار بمصالح دول باتت عظمى كالصين وروسيا ودول أخرى كإيران وفنزويلا وكوبا وكوريا الديمقراطية وسورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها من دول أمريكا اللاتينية خارج النفوذ الأمريكي .. بل بات الدولار يمس أيضاً مصالح دول أوروبية غربية حليفة تاريخياً للولايات المتحدة ، ما دعا رئيس وزراء بريطانيا والرئيس الفرنسي كلاهما على انفراد ، إلى الدعوة لإصدار عملة بديلة للدولار كعملة قياس .. وهو مطلب روسي صيني إيراني أيضاً ، كما هو مطلب الهند وجنوب إفريقيا ودول أخرى ، ومن هنا تظهر مشاريع للتبادل التجاري مقايضة دون الحاجة لإستخدام الدولار وأحياناً بالعملات الوطنية .
وهذا أمر ثان يزعج أمريكا من الصين ؛ حصراً على نحو غير محدود ، باعتبار أن اقتصادها هو الأكبرعالميا وبإعتبار أنه اقتصاد صاعد منفتح على الإقتصادات العالمية ولا يمسّ كدولة ، سيادة أو إستقلال أو مصالح دول أخرى وليس للصين أية اشتراطات ، وأسعارها منافسة . وتأتي حقوق الملكية الفكرية ، ميدان المعركة الثالثة بين الصين وأمريكا بحسب المفكر أبو غزالة .. حيث تتهم الإدارة الأمريكية ؛ الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية خاصتها ، وهو إتهام تنفيه شرعة الملكية الفكرية ومعاهدة التجارة العالمية (تحدثنا بشأنه في مقالة سابقة بشيء من التفصيل ) حيث ترى أمريكا أن حقوق الملكية الفكرية تسحب من تحتها ، وفق قوانين حقوق الملكية الفكرية، وتكدس الصين؛ الثروات وأرقاماً فلكية من الدولارات والسندات الأمريكية ، فيما امريكا تتوسع في فتح جبهات قتالٍ وحروب وإقامة قواعد عسكرية، وهو أمر لم تملك أمريكا تفهمه لتناقضه مع مصالحها وإضراره بمكانتها الدولية . في كل الأحوال فالثابت الرئيس الأكثر وضوحاً أن الصين من وجهة نظر الإدارة الأمريكية حيث عتبر وزير الدفاع الأمريكي وليس وزير الصحة أو السياحة ، أن الصين هي العدو الوحيد أولاً وثانياً وثالثا .. ولم يذكر أعداء آخرين ولا حتى روسيا أو إيران أو كوريا الديمقراطية أو فنزويلا أو غيرها . هناك عناوين أخرى لمعارك الإدارة الأمريكية ؛ الدينكوشوتية مع الصين ، كتدخلها في تايوان وتزويدها بالأسلحة ، وموقف الصين من كوريا الديمقراطية وفنزويلا وسورية ، وإتهام الإدارة الأمريكية للصين بمسؤوليتها عن فيروس كوفيد 19 ” كورونا ” ونشره في العالم ..!؟ بل واتهام منظمة الصحة العالمية بالإنحيار للصين في هذا العنوان ، والإمتناع عن دفع حصتها في ميزانية المنظمة . ان استمرار اعتماد الدولار كوحدة قياس للعملات والنفط والذهب، تُبقى نقطة التناقض الرئيسة الأمريكية قائمة مع العالم ؛ وليس مع الصين فحسب ، وما لم تُحل هذه النقطة الجوهرية، تبقى حلبة الصراع مفتوحة على كل الاحتمالات والجبهات والجهات .. مالم يجلس الطرفان ويتفقان على حلول وهو ما يؤكد عليه الدكتور أبو غزالة . وفي حال لم يتوصل طرفا الصراع الرئيسان الصين وأمريكا إلى حلول وربما أطراف أخرى فاعلة ، فقد ينزلق العالم إلى حرب عسكرية مدمرة ، وليس مجرد حرب اقتصادية وسياسية وديبلوماسية وإعلامية وسيبرانية واستخبارية .. لكن العالم بعد سنتين إلى 3 أو 4 سنوات من الحرب العسكرية سيتغير كثيراً ، وستتولد معادلات جديدة .