19-تشرين الأول-2021

بمناسبة الذكرى الـ 50 لتأسيس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية

أبوغزاله شخصية مميزة إستثنائية إقتصادية وسياسية وفكرية وعلمية؛ مثال الإنتماء الوطني والعمل والنجاحات المستدامة والتقدم التقني والتكنولوجي والمعرفي
جدير بأن يدرّس في سياقات ثانوية وجامعية وفي المعاهد السياسة والاقتصادية والمعرفية.. كأنموذج للنجاح والتفوق والإرادة القوية الملتزمة بقضايا الإبداع والإنسانية الجامعة
قدس العمل كقيمة حضارية.. تعددت إهتماماته.. جمع بين التجارة والإمارة وإمتدت علاقاته بين المتباينين والمتضادين والمتوافقين .. وأبدع في الإستشراف
يمتاز المفكر العربي والعالمي الدكتور طلال أبوغزاله؛ رئيس ومؤسس مجموعة طلال أبوغزاله العالمية؛ عمن يمكن إعتبارهم نظراء له؟ فهو حالة وظاهرة مختلفة تماما لا شبيه لها في حالاتها مجتمعة.. قد يشبهها البعض في جزئية هنا أو هناك، فقد عاش أبوغزاله المعاناة مبكراً كطفل فلسطيني إضطرته وأسرته؛ العصابات الصهيونية الاستعمارية الاحتلالية الإحلالية على اللجوء إلى لبنان..


ولكن قد لا يماثله أحد بذاك الشعور الوطني المبكّر، بضرورة إلحاق الهزيمة علمياً بذاك المستعمر العنصري الذي إضطره وبني وطنه للجوء؛ وإن يكن لقطر عربي شقيق، فالحدود الجغرافية القسرية، لم تكن بعد قد إتخذت تلك الحدّة.. ومؤامرة سايكس بيكو البريطانية الفرنسية، كانت حديثة العهد في المنطقة العربية، ولم تترسخ مفاعيلها بعد في الذاكرة الرسمية العربية. على شكل حدود ودساتير وقوانين مانعة غير جامعة.

نعم لقد صمم الفتى أبوغزاله منذ سن مبكرة على إلحاق الهزيمة بعدوه الرئيس؛ المحتل لوطنه الطارد لشعبه، وعمل على أن يتفوق علمياً، دون الإكتفاء بالتمنيات، رأى أن التفوق هو الطريق التي لا بد من سلوكها لإلحاق الهزيمة بعدوه، فرغم الظروف الصعبة والعقبات العديدة، خطا أبوغزاله خطواته الأولى على سلم النجاح المضطرد سواء في المدرسة أو من بعد في الجامعة الأمريكية ببيروت، حيث حصل على المنحة الوحيدة.. وهو دائم الحديث عن نفسه بإعتزاز أنه لاجيء فلسطيني حقق كل هذه النجاحات.

ورغم النجاحات التي حققها أبوغزاله، بقيت القضية الفلسطينية هاجساً حيّا في ذاكرته، بل كانت محركاً رئيساً لمزيد من النجاحات، في ميزان القضية وشعبها، وكانت فرصا ًعزيزة ثمينة وظّفها باستمرار، للتذكير بالقضية الفلسطينية وبأن هذا المتفوق في كل ما يقال عنه، هو لاجئ فلسطيني بين ملايين  اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من وطنهم في نطاق مؤامرة دولية كبرى.. لم تغرّه نجاحاته للابتعاد عن قضيته، بل كانت محرّكه لمزيد من النجاحات، والتأكيد على أن الشعب الفلسطيني شعب حي متحضر أعتدي عليه من قبل قوى كبرى وسرق وطنه منه.

المزية الثالثة لدى أبوغزاله، أن ارتباطه العميق بقضيته الوطنية الفلسطينية، لم تحل دون تجذّره قومياً عربياً، فلم يتقوقع قطرياً ولا إقليميا.. بل وجد في العمق العربي، مفتاحاً وأملًا لتحقيق العودة وتحرير الوطن من براثن الاستعمار الصهيوني العنصري الاحتلالي الإحلالي.

المزية الرابعة، أن ارتباطاته بقضيته وعروبته لم تحل دون أن يتسنم أعلى المراتب الأممية في مجالات عدة، ولم تكن تلك المهام المتقدمة في كل ما استلم نتاج توازنات دولية أو إقليمية أو ولاءات جانبية، أو في جزئيات ضيقة، بل كانت نتاج جدارة وإجماع حتى من قبل ألد أعداء قضيته، وبين منافسين كثر.

المزية الخامسة لدى أبوغزاله، توازنه بين انتمائه الوطني والقومي العروبي من جهة، وبين التزامه الإيماني كمسلم موحد لله، غير متعصب ولا متمذهب متشدد.. كما لم يكن معنياً أبداً بالإنحياز لأي فكر تكفيري، أو مستغرق بالشكليات، والتفاصيل الخلافية غير الجامعة، البعيدة عن جوهر الإيمان المعتدل الخالص لله جل وعلا.

المزية السادسة، لم يحل إستغراق أبوغزاله العميق بقضاياه الوطنية والقومية والإيمانية، دون أن يكون قياديا مهنياً متميزاً سواء على الصعيد الفردي أو العام، في المواقع التي تولاها أو مارس مهامها كالمحاسبة، والملكية الفكرية، وثورة المعرفة والذكاء الاصطناعي الخ.. أو المستقبليات، وكان مواكبًا وصانعًا، لأمور معرفية لم يسبقه إليها أحد.

المزية السابعة أنه جمع بين الإمارة والتجارة، وهو جمع مستحيل أو شبه مستحيل، فقد أسس أمبراطورية لها نحو 120 مكتباً في مختلف أنحاء العالم، تعمل في مجالات متعددة، وحقق في آن مكتسبات ومواقع قيادية مهنية وتجارية وسياسية وإقتصادية متقدمة.. في ظروف دقيقة.

المزية الثامنة.. أنه جمع في علاقاته المميزة، بين دول وأطراف عمل فيها أو أقام علاقات تعاون معها، على ما بينها من تباينات جوهرية، تصل حد التضاد مصالحاً سياسية وإقتصادية ومرجعيات.. حيث تربطه –مثلًا- علاقات محترمة مع كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية؛ مثلما جمع أيضاً علاقات طيبة مع دول وأطراف متقاربين مصالح ومواقف.

المزية التاسعة.. أنه متجدد دائماً، ممتد على كل القارات.. ففي الأيام والأسابيع الأخيرة؛ مثلاً، عقد مشاريع واتفاقات شملت تشيلي ومصر وعُمان والأردن والإمارات ومنظمة السياحة العربية وغيرها.

والمزية العاشرة.. أن وسائل الإعلام تجد في شخص أبوغزاله مادة إعلامية متجددة، جديرة بالمتابعة وعقد الحوارات معه، حيث يقدم مادة جاذبة للمتابعين والمهتمين، تتوفر على قضايا الماضي والساعة والمستقبليات، في الفكر والسياسة والإقتصاد وغيرها، ورقية وإذاعية وفضائية ومواقع وكتاب وإعلاميين ومهتمين يتابعونه خطوة بخطوة.

المزية الـ 11، يشغل أبوغزاله، عشرات آلالاف في إمبراطوريته من الرجال والنساء من متعددي الكفاءات والإمكانيات والمهارات والأعمار والجنسيات والأديان.. لما يمتلك من نظرة موضوعية شاملة في الحياة والعمل والأخلاقيات الجامعة والتواضع والقدرة على استكشاف وتحريك القدرات ووضعها في المجال القادرة على العطاء الأمثل فيه.

المزية الـ 12 .. تمكن أبوغزاله في وقت مبكر، من عمر إمبراطوريته، من تأسيسها على قواعد التعامل والتواصل عن بعد وتحت كل الظروف، ولذلك فإنها لم تتأثر بالتداعيات السلبية لجائحة كورونا.. كما لم تضطر لوقف العمل في أي من مؤسساتها، فقد كانت مهيأة لذلك بقدراتها الكاملة، ولم تضطر لتسريح أي من عامليها، بل وعينت البعض خلال الجائحة.

المزية الـ 13 .. تعددت إهتمامات أبوغزاله في المحاسبة والتدريب والإستشارات والتأهيل والصناعة، والتعليم وحقوق الملكية والفكر والأعمال الريادية للمشاريع والأفكار الواعدة وغيرها.

المزية ألـ 14 .. الإستشراف المستقبلي المبكر في الإقتصاد والمعرفة والعلم والسياسة وغيرها، وهو مالم يتوفر إلّا نادرًا لسواه بين المتخصصين في الاستشراف وعلم المستقبليات.

المزية الـ 15.. تمتّع أبوغزاله بعلاقات صداقة مع رؤساء وزعامات عالمية سياسية وإقتصادية وفكرية وإعلامية.. وطرح على بعضهم مشاريع حلول في صراعات ونزاعات عالمية  قائمة، وكلفته بعض القيادات العالمية في حلها أو المشاركة في ذلك أو التوسط في شأنها، كما وضع مشاريع حلول لقضايا دولية معقدة وغاية في الأهمية.

المزية الـ 16 .. أعتبرته بعض الدول أنموذجاً للمواطنة، رغم أنه ليس من مواطنيها .. فدولة الإمارات العربية المتحدة –مثلا- أصدرت مجلداً لشخصيات إماراتية قيادية بمناسبة ذكرى تأسيسها الـ 50..  وجعلت أبوغزاله على غلاف مجلدها .. وضمنت المجلد صفحات حكت فيها فصولاً من سيرته متعددة الخصال والمزايا.

المزية الـ 17 .. لم تحل مشاغل واهتمامات ومتابعات أبوغزاله، دون نزوعه الفكري في غير سياق عبر وسائل تعبير عديدة، واجترح مقولات تصلح لأن تكون مسارات حياة كاملة، ومنها كيف نصنع من الأزمة فرصة.. وقوله لكي نتمكن من فهم الحدث علينا أن نصنعه، وفي المعرفة وعلم المعرفة وفي الذكاء الاصطناعي، ومثل ذلك، ما يستحق أن يفرد له بحث خاص مستقل.

المزية الـ 18 .. قدس أبوغزاله العمل كقيمة حضارية وصحية، وحث الشباب عليه في مناسبات عديدة، وضرورة عدم الركون للكسل واستساغة الراحة أو إعتبارها مزية، ورغم تجاوزه الـ 82 عاماً من العمر، ما زال يعمل لأكثر من 16 ساعة يوميًا .. ورغم أن بعض الشباب يرفضون فهمه لأهمية العمل وزيادة فترات الراحة والعطل، إلا أن مرجعيات علمية وفكرية وصحية ترى في ذلك حكمة بالغة، فالدول والأسر والحضارة لا تبنى بغير العمل، والراحة الزائدة عن الحاجة تسبب الأمراض المزمنة.

المزية الـ 19 .. تصادف هذه الأيام الذكرى ألـ 50 لتأسيس مجموعة أبوغزاله العالمية .. وهو نصف عمر تأسيس وقيام الأردن المعاصر..

المزية الـ 20 .. أسس جامعة رائدة.. لم تعتمد الحفظ والتلقين والأساليب القديمة في التعلم والتعليم.. فلكي يتخرج الطالب من جامعته يقدم مشروعًا مميزًا للتخرج .. يكون مقدمة لتحفيزه على الابتكار والإختراع بما يخدم الوطن والمخترع معًا .. وهو صاحب نظرية متكاملة للتعلم عن بعد، واعتماد الطلبة على بناء قدراتهم الذاتية.

بكلمات، لا بد أن بعض خصال أبوغزاله توافرت لدى شخصيات وقيادات ومجموعات عالمية، لكنها بالتأكيد لم تتوفر في معظمها مجتمعة لدى أحد.. ما يجعل من شخصه حالة وظاهرة مختلفة .. نادرة واستثنائية مميزة تُختصر فيها مزايا التاريخ والجغرافية والانتماء والتصميم والاجتهاد والتحدي والمعرفة والتكنولوجيا والسياسة والاقتصاد والطموح والتقدم بمعانيه كافة وفي التنمية المستدامة؛ مما يحاكي ويتزامن ويستبق أحدث النظريات والمستجدات والمتغيرات.. في مجالات عديدة.. الأمر الذي يستدعي دراسة الرجل بتفاصيله كافة، وإدراجه في سياقات دراسية معرفية بحسب تخصص كل سياق، للإستفادة، ولكي تكون محفزاً  وملهما لأجيال الشباب، بأن لا مجال للفشل أمام الإرادة الشجاعة المصممة الملهمة.