09-شباط-2023

تأثير الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال.

تأثير الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال.. كيف يكون؟
يُثار الحديث -وبشكلٍ كبير- عن تأثير الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال، وكيف يعمل على زيادة وتبسيط الأنشطة البشرية، وسواءً كنت إلى جانب المتفائلين، أو ضمن فريق “نحن محكوم علينا بالفشل”، أو تحاول الموازنة بين الجانبين فإن العالم الريادي يعيش الآن في خضم تحول هائل تقوده ثورة الذكاء الاصطناعي التي تنمو بانتظام.
بطبيعة التطورات التكنولوجية المتلاحقة يُقدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والأتمتة العديد من الفرص لرواد الأعمال وأصحاب الأنشطة التجارية، والقدرة على قراءة المشهد، بالإضافة إلى الاستعداد للتحرك بسرعة كبيرة جدًا لتنفيذ التغيير، وبحسب شركة برايس ووتر هاوس كوبرز فإن 78% من الشركات القائمة على تقديم الخدمات تطبق الذكاء الاصطناعي بشكلٍ كامل.
ومن المتوقع أن تدمج نحو 22% من المؤسسات تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع الخدمات بحلول عام 2025 -بحسب دارسة جامعة ستانفورد الأمريكية- ويُعرَّف الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع بأنه قدرة التكنولوجيا على الإدراك والعقل والتعلم وحل جميع المشكلات التي يُمكن أن تواجه الأعمال بمختلف أنشطتها.
تأثير الذكاء الاصطناعي
طالما كُنا نتحدث فعليًا عن تأثير الذكاء الاصطناعي فلزامًا علينا الإشارة إلى أن هذه التقنية تجعل حياة العملاء أسهل، وتوفير الحلول الفعالة لجميع المشكلات في الحال، اليوم يتوقع المستهلكون حلولًا ذكية لحزمة كاملة من المشكلات والمهام والأنشطة اليومية، كرائد أعمال تتطلع إلى تنمية عملك يجب أن تستخدم الذكاء الاصطناعي بشكل استراتيجي لتحقيق أقصى استفادة منه.
كأداة تمكين للابتكار يُمكن لرواد الأعمال المخضرمين والمبتدئين على حدٍ سواء الاستفادة من المزايا المهمة التي تُقدمها تقنية الذكاء الاصطناعي؛ إذ تُساعد هذه التقنية في الوصول إلى ما كان منذ عشر سنوات باهظ التكلفة ويتطلب عالم بيانات مخصصًا، ونظرًا لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تجمع الأنماط والرؤى الأخرى من النصوص والأرقام والصور الثابتة والفيديو يُمكن للشركات تخصيص الميزانية والموارد اللازمة بشكل أكثر دقة للمجالات التي سوف تستفيد منها أكثر.
تأثير الذكاء الاصطناعي في ريادة الأعمال
قد تقودك منتجاتك الذكية إلى منطقة الخدمة، أو ربما يكون عملك بالفعل شركة قائمة على الخدمات، على كُلٍ هناك العديد من الطُرق المثيرة التي بدأت بها الشركات دمج الذكاء الاصطناعي في خدماتها، وبالنظر إلى شركة ديزني مقابل نتفليكس لربما لاحظنا أن ديزني تنتج فيلمًا وتطلقه في دور السينما، وربما تحقق الشركة الكثير من المال أو ربما تكون خسارة كبيرة.
ولن تعرف ديزني بالضرورة عدد الأشخاص الذين شاهدوا الفيلم بالضبط، وما إذا كانوا قد استمتعوا به، وما الأفلام الأخرى التي استمتع بها هؤلاء العملاء مؤخرًا، على عكس شركة نتلفكيس التي لديها فهم عميق لعملائها، إنها تعرف بالضبط عدد الأشخاص الذين قاموا بتشغيل فيلم أو مسلسل، وما إذا كانوا استسلموا في منتصف الطريق لمشاهدة شيء آخر، أو أحبوه كثيرًا واستمروا في مشاهدة المزيد من المحتوى للمخرج والممثل نفسه وما إلى ذلك.
إذًا يُمكن القول إنه بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت شركات الخدمة تتمتع بإمكانية الوصول إلى ثروة عارمة من بيانات العملاء القيّمة، على سبيل المثال: تقنية الذكاء الاصطناعي هي الذي تشغل محرك توصيات شركة نتفليكس العالمية؛ إذ تقترح فعليًا على المستخدمين محتوى مشابهًا بناءً على ما شاهدوه من قبل وما شاهده عملاء آخرون مشابهون أيضًا.
العمليات التجارية أكثر ذكاءً
يُمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أي جانب من جوانب الأعمال تقريبًا: التصنيع والموارد البشرية والتسويق والمبيعات وسلسلة التوريد والخدمات اللوجستية وخدمات العملاء ومراقبة الجودة وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والمزيد. ومن الآلات والمركبات الآلية إلى روبوتات المحادثة والخوارزميات لخدمة العملاء، هناك حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي يتم دمجها في جميع أنواع وظائف الأعمال.
على سبيل المثال: بعد أن أصبحت لدينا تطبيقات يُمكنها قياس العديد من جوانب أقدامنا بدقة فليس من المستحيل تخيل أنه في المستقبل القريب ستكون لدينا شركات تصنع بسلاسة أحذية مخصصة في مصانعها المستقلة، بناءً على بيانات تناسب العملاء من تطبيقات مسح القدم، وتعمل شركات مثل أديداس بالفعل على إنشاء منتجات مخصصة للغاية.
هذا ممكن لأن الذكاء الاصطناعي يجلب معه الكثير من الفرص للتخصيص والتحسين،  بعبارة أخرى: كلما فهمت أكثر عن العملاء تمكنت من تصميم المنتجات والخدمات التي تناسب احتياجاتهم بشكل أفضل، وهذا بدوره يعني أنك قد تحتاج إلى إصلاح بعض عمليات عملك، مثل: التصنيع.
وفي النهاية من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في جميع أعمالك أو أنشطتك التجاري يمكنك بكل سهولة إنشاء عمل أكثر بساطة وفعالية يكون أكثر قدرة على تلبية احتياجات ومتطلبات العملاء الحاليين وأيضًا المحتملين.
تقنية تعزز الإنتاجية
كتأسيس نظري عندما تُقلل من المهام المُكلف بها فريق فمن المرجح أن يركزوا بشكلٍ أكبر على التميز فيما يفعلونه، باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لن تضطر إلى تكديس الكثير من العمل لموظفيك للتعامل معه نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي سيقوم فعليًا بأكبر قدر ممكن من العمل، وهذا يسمح للقوى العاملة لديك بأداء ما هم أفضل فيه، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الإنتاجية.
إذا كان عملك ينطوي على تواصل مستمر مع العملاء على مدار اليوم فإن الذكاء الاصطناعي سيقدم لك المساعدة في الوقت الفعلي، على سبيل المثال: في صناعة السفر التي تضم ملايين الآلاف من الركاب يوميًا يُمكن للذكاء الاصطناعي نقل معلومات السفر المهمة إلى الركاب كافة.
وفي نهاية المطاف يُمكن القول -دون كثير مبالغة- إن تأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر أبدًا على ريادة الأعمال فحسب، وإنما يُوفر أيضًا فرصًا حقيقية لجميع القطاعات والمجالات الأخرى لإعادة التفكير في نفسها، ومع انتقال مهام معينة من البشر إلى الآلات والذكاء الاصطناعي فإن العمل التعاوني بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا يُمكن إلا أن يتيح فرصة لأنواع مختلفة من العمل