15-تشرين الأول-2024

طلال ابن أديبة

طلال ابن أديبة

في هذا الزمن الصعب، وفي ظلّ المؤامرات الكثيرة التي تُحاك على شعوب العالم العربي لتكون شعوبا مستهلكة وتابعة، تبرز أهمية تسليط الضوء على شخصيات يعرفها الناس كقدوة حسنة ليس للأطفال والشباب فقط، بل وللآباء والأمهات.

بالأمس، وأنا أطالع كتاب "طلال ابن أديبة" الذي يحكي قصة حياة المفكّر العربي الدكتور طلال أبوغزاله بأسلوب قصصي مثير وجذّاب، أدركت أني أملك وأمسك كنزا حقيقيا بين يديّ؛ إنه الأنموذج الذي يجب أن يتبعه أبنائي والقدوة التي أريد أن تكون حاضرة في أذهانهم..

في "طلال ابن أديبة"، يُدرك القارئ الصفات التي ميّزت أبوغزاله عن أقرانه منذ نعومة أظفاره، ولعلّ أبرز تلك الميزات طموحه العالي وإيمانه بقدرته على تحقيق كلّ أهدافه، وامتلاكه العزيمة اللازمة لذلك، مجسّدا في ذلك قول المتنبي: "إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام".

كما يكشف الكتاب قيمة الوطن في وجدان أبوغزاله، ومدى ارتباطه بأرضه ووطنه وأمته، وهذا ما يجب تعميمه على أبناء الأمة العربية، سيّما في هذا الزمن الذي نعاني فيه انسلاخ البعض من واجباته ومسؤولياته تجاه أمته وقضاياها.

وإلى جانب السيرة المميزة والقدوة الحسنة التي يسلّط كتاب "طلال ابن أديبة" الضوء عليها، يبدو لافتا الأسلوب المميز للكاتبة البارعة أريج يونس، والتي تمكّنت من تلخيص هذه السيرة العظيمة بأسلوب سلس وجاذب.

الحقيقة أن الكتاب كنز حقيقي ينبغي تعميمه على المدارس ليتشرّبه الأبناء في طفولتهم، ليكون لدينا جيل واعٍ منتمٍ لأمته ويملك طموحا وإرادة عالية وعزيمة تمكّنه من تحقيق طموحاته..

بقلم: إحسان القاسم