22-أيلول-2024

التعليم في غزة: حق منسي ورؤية ملهمة من تجربة طلال أبوغزاله

التعليم في غزة: حق منسي ورؤية ملهمة من تجربة طلال أبوغزاله
مقدمة

تعيش غزة تحت وطأة الاحتلال والصراعات المستمرة، مما أدى إلى تفاقم أزمة التعليم بشكل يهدد مستقبل الأجيال القادمة. التعليم هو حق أساسي لكل إنسان، وقد أكدت ذلك العديد من القوانين والمواثيق الدولية. في هذه الظروف العصيبة، تبرز تجربة طلال أبوغزاله كمنارة أمل، تدعو إلى ضرورة التعليم كوسيلة للنهوض والتمكين، وتعكس إرادة لا تلين في مواجهة التحديات.

القوانين الدولية وحقوق الإنسان

1. الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)

يعتبر هذا الإعلان أحد أهم الوثائق التي تنص على حقوق الإنسان، حيث ينص في المادة 26 على حق كل فرد في التعليم. وهذا يؤكد على أن التعليم ليس مجرد ترف، بل هو حق أساسي يجب أن يتاح للجميع دون تمييز.

2. العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (1966)

ينص هذا العهد في المادة 13 على حق كل فرد في التعليم، بما في ذلك التعليم المجاني في مراحله الأساسية. يعكس هذا الحق أهمية التعليم كوسيلة لتحسين مستوى المعيشة والمساهمة في التنمية المستدامة.

3. اتفاقية حقوق الطفل (1989)

تُعزز هذه الاتفاقية حقوق الأطفال في التعليم، حيث تؤكد في المادة 28 على حق الأطفال في التعليم وتدعو الدول لضمان توفير هذا الحق. تركز هذه الاتفاقية على أهمية التعليم في تنمية الأطفال وتمكينهم من الوصول إلى إمكانياتهم الكاملة.

4. أهداف التنمية المستدامة (2015)

تتضمن أهداف التنمية المستدامة هدفًا خاصًا يتعلق بالتعليم (الهدف 4)، وهو ضمان التعليم الجيد والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة. يمثل هذا الهدف رؤية عالمية للتعليم كحق إنساني أساسي.



تجربة طلال أبوغزاله

وُلِد طلال أبوغزاله في مدينة يافا عام 1938، وعانى من التهجير القسري مع أسرته إلى لبنان في سن العاشرة بسبب النزاع. رغم الصعوبات، لم تمنعه الظروف من مواصلة تعليمه، حيث حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من الجامعة الأميركية في بيروت. بدأ مسيرته المهنية من صندوق سيارته في الكويت، ليؤسس لاحقًا مؤسسة عالمية تقدم خدمات تعليمية ومهنية في أكثر من 100 دولة. تمثل تجربته درسًا في الإصرار، حيث أظهر كيف يمكن للتعليم أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الأفراد والمجتمعات.

المبادرة الرائدة: مليون منحة دراسية

أطلق أبوغزاله مبادرة غير مسبوقة لتقديم مليون منحة دراسية للاجئين الفلسطينيين في جامعة طلال أبوغزاله العالمية الرقمية، مُركزًا على تخصصات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي. تعتبر هذه المبادرة بمثابة نقطة ضوء حضارية تُعيد الأمل إلى قلوب الأطفال والشباب في غزة، مما يعزز من قدراتهم ويمنحهم الفرصة لبناء مستقبل مشرق. إن تمكين الشباب من الحصول على التعليم الجيد يُعتبر استثمارًا في المستقبل، حيث يُساهم في خلق جيل قادر على مواجهة التحديات.

المناشدة للعالم

وجه أبوغزاله نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي للالتفات إلى معاناة أطفال غزة، محذرًا من أن تجاهل حقوقهم في التعليم سيؤدي إلى جيل محاصر بالجهل والفقر. دعا الحكومات والمنظمات الإنسانية إلى تطبيق القوانين والمواثيق الدولية، مثل:

الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: حق التعليم.
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية: حق التعليم المجاني.
اتفاقية حقوق الطفل: حق الأطفال في التعليم.

دعم إعادة بناء التعليم والبنية التحتية

في ظل الأزمات المتكررة، تبرز أهمية دعم الدول والمجتمع الدولي لإعادة بناء البنية التحتية التعليمية في غزة. يجب أن تشمل هذه الجهود:

إعادة بناء المدارس: العمل على إعادة بناء المدارس التي تضررت أو دُمّرت بسبب النزاع.
حماية المؤسسات التعليمية: ينبغي على المجتمع الدولي الضغط لحماية المدارس من أي أعمال عدائية.
توفير الموارد: دعم توفير المواد التعليمية والتقنية الحديثة.
برامج دعم نفسي واجتماعي: تطوير برامج لدعم الطلاب نفسيًا واجتماعيًا.


الأمل في العودة إلى الصفوف

يأمل طلال أبوغزاله أن تُسمح له الظروف عند إعادة بناء المدارس ليكون من أوائل المحاضرين في هذه المؤسسات التعليمية الجديدة. يتطلع إلى الوقوف أمام الطلاب في غزة، مُلهمًا لهم، ومُشيرًا إلى ما عانوه في سبيل الحصول على تعليمهم. ستكون هذه اللحظة تعبيرًا عن التضامن والأمل، حيث يشارك خبراته وتجاربه الحياتية مع جيل جديد يسعى نحو بناء مستقبله.


تأثير التعليم على المجتمعات

في زمن الصراعات، يُعتبر التعليم أحد الأعمدة الأساسية التي يمكن أن تدعم المجتمعات المنكوبة. غياب التعليم يعني تفشي الفقر والجهل، مما يساهم في عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي. التعليم لا يُعتبر مجرد حق بل هو وسيلة لتحسين جودة الحياة، وخلق فرص عمل، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي. إن رؤية أبوغزاله تستند إلى أن التعليم هو الأداة الأكثر فعالية للتغيير، وهو ما يحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.


الرؤية العالمية وأثرها

أبوغزاله ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل هو ناشط اجتماعي يسعى لإحداث تغيير حقيقي. في خطابه العالمي، أكد على ضرورة أن تتبنى الدول سياسات تركز على التعليم كحق أساسي، وأن تستثمر في تنمية المهارات والمعرفة للشباب. لقد نادى بضرورة تكاتف الجهود الدولية لإنقاذ التعليم في غزة، مؤكدًا أن التعليم هو المفتاح لفتح آفاق جديدة للأجيال القادمة، وهو ما يضمن مستقبلًا مستدامًا.


خلاصة

في مواجهة الأزمات المتكررة، يجب أن نتحد جميعًا لدعم حق التعليم في غزة. إن تعزيز التعليم هو استثمار حيوي في مستقبل أفضل. كما أشار طلال أبوغزاله، فإن التعليم هو المفتاح للتغيير والتحول الإيجابي. علينا العمل معًا لتأمين بيئة تعليمية آمنة وشاملة لجميع الطلاب في غزة، لأنهم يستحقون فرصة لتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل مشرق.

يرى سعادة الدكتور طلا أبوغزاله: أن التعليم هو الأمل الذي يمكن أن ينير طريق المستقبل، ورغم كل التحديات، فإن إرادة الشباب في غزة للصمود والتعلم تبقى قوية. من خلال تكاتف الجهود والدعم المستمر، يمكن أن يتحقق حلم التعليم للجميع، مستلهمين من تجربة طلال أبوغزاله التي تُظهر أن الإصرار والمعرفة هما سلاحا المستق
بقلم: محمد هاشم